الفقيه في الاصطلاح
هو العالم بالأحكام الشرعية الفرعية عن أدلّتها التفصيلية و لكن المقصود منه في
الكتاب و السّنة هو البصير بأحكام الإسلام و المتضلّع في علم الدّين و فهمه اصولا
و فروعا، و إلى هذا المعنى ينظر قوله تعالى فَلَوْ لا نَفَرَ
مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَ
لِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ- 122-
التوبة خصوصا على التفسير الاخر الّذي جعل المتفقّه المنذر هو النافر المجاهد
المسافر باعتبار ما يراه في النفر و السفر من آيات اللَّه و نزول النصر و الظفر،
فيفهم الإسلام و يعتقد به.
فيقول 7: إنّ البصير بالدين و مقاصده التعليمية يفهم أنّ أساس التربية و الاصلاح
للجاهل هو سلوكه بين الخوف و الرّجاء، و الوعد و الوعيد، فلو انقطع رجاه من رحمة
اللَّه و آيس من إفاضة نعم اللَّه عليه و اعتقد بأنه محروم من باب اللَّه و
مطرود من رحمته و لا طريق له إليه فيسدّ عليه باب التوبة و الرّجوع و يلحق باتباع
الشياطين، و يرتكب كلّ ذنب يدعوه إليه شهوته أو غضبه، لأنّ داعي التجنّب عن ارتكاب
المعاصي و الاشتغال بالطاعات هو رجاء التقرّب إلى اللَّه تعالي و الفوز بالجنة و
النعيم الأبد، كما أنّه من رأى نفسه آمنا من مكر اللَّه و عذابه،
يزول عنه الخوف و يتجرّي بارتكاب المعاصي، و إذا تدبّرت في آيات الكتاب العزيز و
القرآن الشريف وجدته مملوء من الوعد و الوعيد و التبشير و الانذار و التوصيف
البليغ من الجنة و النار بهذا الإعتبار.
الترجمة
فقيه كامل
كسي است كه مردم را از رحمت خدا نوميد نسازد، و از فيض درگاهش مأيوس نكند، و از
عذاب او تأمين ندهد.