اللَّه سبحانه أمر عباده تخييرا، و
نهاهم تحذيرا، و كلّف يسيرا، و لم يكلّف عسيرا، و أعطى على القليل كثيرا، و لم يعص
مغلوبا، و لم يطع مكرها، و لم يرسل الأنبياء لعبا، و لم ينزل الكتب للعباد عبثا، و
لا خلق السّموات و الأرض و ما بينهما باطلا (ذلك ظنّ الّذين كفروا فويل للّذين
كفروا من النّار).
اللغة
(ويح): كلمة
ترحّم و توجّع و قد تأتى بمعنى المدح و التعجّب ... و نصبه باضمار فعل كأنّك قلت
ألزمه اللَّه ويحا (حتم) حتما بالشيء: قضى (لعب) لعبا: فعل فعلا بقصد اللّذّة أو
التنزّه، فعل فعلا لا يجدي عليه نفعا- المنجد.
الاعراب
بعد كلام،
ظرف متعلّق بقوله: و من كلامه، ويحك منصوب بفعل مقدّر أى ألزم اللَّه ويحك، تخييرا
مفعول له، و كذلك تحذيرا، كثيرا مفعول ثان لأعطى و الأوّل منه متروك، مغلوبا حال
من ضمير يعص.
المعنى
روي الحديث
في باب الجبر و القدر من الكافي بهذا اللفظ:
عليّ بن
محمّد عن سهل بن زياد و إسحاق بن محمّد و غيرهما رفعوه قال: كان أمير المؤمنين
7 جالسا بالكوفة بعد منصرفه من صفّين إذ أقبل شيخ فجثى بين يديه، ثمّ
قال له: يا أمير المؤمنين، أخبرنا عن مسيرنا إلى أهل الشام أبقضاء من اللَّه و
قدر؟ فقال أمير المؤمنين 7: أجل يا شيخ ما
علوتم تلعة و لا هبطتم بطن واد إلّا بقضاء من اللَّه عزّ و جلّ و قدره، فقال له
الشيخ: عند اللَّه أحتسب عنائي يا أمير المؤمنين فقال له: مه يا شيخ فو اللَّه لقد
عظم اللَّه لكم الأجر في مسيركم و أنتم