اطمينان النّاس على ما يتظاهر به عمّال
عثمان من إقامة الصّلاة و نحوها، و كذا قوله: يتناهى عنه، خبر و المقصود عدم النهى
عن المنكر، لا ينام: فعلية و صفة لقوله: «عبدا».
المعنى
وجّه 7 كتابه هذا إلى الأخيار الوجهاء من أهل مصر الّذين نقموا على
المظالم الواقعة بيد عمّال عثمان في مصر و قاموا
للنهى عنها و بعثوا وفدا إلى عثمان يطلبون عزل عاملهم و استبداله برجل صالح، و قد
استظهر الشارح المعتزلي من هذا العنوان الوصفي رضاء عليّ 7 بقتل عثمان و قال في «ص 158 ج 16 ط مصر»: هذا الفصل يشكل عليّ
تأويله، لأنّ أهل مصر هم الّذين قتلوا عثمان و إذا شهد أمير المؤمنين
7 أنّهم غضبوا للّه حين عصي في الأرض، فهذه شهادة قاطعة
على عثمان بالعصيان.
ثمّ تعسّف
باعترافه في الجواب عنه في كلام طويل.
أقول: لا وجه
لهذا الاستظهار فإنّ المخاطب بهذا الكلام من أهل مصر هم
الموصوفون بما ذكره 7 منهم، و لا يلزم أن يكون قتلة عثمان داخلا فيهم.
و العجب من
ابن ميثم حيث يقول «ص 83 ج 5»، فإن قلت: فيلزم أن يكون 7 راضيا بقتل عثمان، إذ مدح
قاتله على المسير بقتله.
أقول: قد
عرفت أنّ الخطاب في الكتاب لم يوجّه إلى عامّة أهل مصر و لا إلى
قتلة عثمان و لا وجه لهذا الاستنكار و التعرّض للجواب من ابن ميثم.
و قد بالغ
7 في كتابه هذا في مدح الأشتر و تعريفه، و ذلك
لتقريبه إلى أفكار أهل مصر، فإنّهم ينظرون إلى كبار أصحاب رسول اللّه 6 في أمر الحكومة و الولاية عليهم و يخضعون للصّحابي و الأشتر من التابعين
فيثقل عليهم الانقياد إلى طاعته و الخضوع لحكومته خصوصا بعد حكومة محمّد بن
أبي بكر المعظم عند أهل مصر بأبيه و نسبه
القرشيّ، و لهذا وصف الأشتر في خاتمة كتابه هذا بقوله: (فإنّه لا
يقدم و لا يحجم، و لا يؤخّر و لا يقدّم إلّا عن أمري) ليقنع أهل مصر بأنّ
الامر لهم