في اللَّه لومة لائم، و خض الغمرات
للحقّ حيث كان، و تفقّه في الدّين، و عوّد نفسك التّصبّر على المكروه، و نعم الخلق
التّصبّر و ألجىء نفسك في الأمور كلّها إلى إلهك فإنّك تلجئها إلى كهف حريز، و
مانع عزيز، و أخلص في المسألة لربّك فإنّ بيده العطاء و الحرمان، و أكثر
الإستخارة، و تفهّم وصيّتي، و لا تذهبنّ عنها صفحا، فإنّ خير القول ما نفع، و اعلم
أنّه لا خير في علم لا ينفع و لا ينتفع بعلم لا يحقّ تعلّمه.
اللغة
كنايه
(الغمرات): جمع الغمرة و هي اللّجة في البحر و كناية عن الشدّائد، (المثوى): محلّ
الاقامة.
المعنى
قد لخص 7 في هذا الفصل جوامع وصاياه في أمور خمسة:
1- التوجّه
إلى اللَّه تعالى برعاية تقواه، و لزوم أمره، و الاعتصام بحبله.
2- التوجّه
إلى القلب بتحليته بالفضائل، و إحيائه بالمواعظ، و تخليته عن
الرّذائل بالزّهد و ذكر الموت.
3- التوجّه
إلى الخلق الغابر، و التدبّر في أحوالهم و مال أمرهم.
4- التوجّه
إلى طريقه في الحيات و سيره في صراط السّعادة بالحذر عن الارتباك فيما لا يعلم.
5- التوجّه
إلى الاجتماع بنشر الخير و المعروف، و دفع الشرّ و
المنكر باليد و اللّسان، و الجهاد للحقّ بملازمة الصبر و الالتجاء إلى الرّب
بالاخلاص في مسألته و الاستخارة من حضرته.