فقد قطعوا رحمي، و سلبوني سلطان ابن
أمّي. و أمّا ما سألت عنه من رأيي في القتال، فإن رأيي قتال المحلّين حتّى ألقى
اللّه، لا يزيدني كثرة النّاس حولي عزّة، و لا تفرّقهم عنّي وحشة، و لا تحسبنّ ابن
أبيك- و لو أسلمه النّاس- متضرّعا متخشّعا، و لا مقرّا للضّيم واهنا، و لا سلس
الزّمام للقائد، و لا وطىء الظّهر للرّاكب المقتعد، و لكنّه كما قال أخو بني سليم:
فإن تسأليني كيف أنت؟ فإنّني
صبور على ريب الزّمان صليب
يعزّ علىّ أن ترى بي كابة
فيشمت عاد أو يساء حبيب
اللغة
(سرحت):
أرسلت، (كثيفا): متراكما كثيرا، (شمّر): هيّأ، (نكص): رجع إلى عقبه، (طفّلت) الشمس
بالتشديد: إذا مالت للمغيب، (الجريض): أى غصّ ريقه من شدّة الجهد و الكرب، و حكى
عن الاصمعي، و يقال: هو يجرّض نفسه: أى يكاد يموت، (المخنّق) بالتشديد: موضع الخنق
في الحيوان من عنقه، (الرّمق): بقية النفس و الرّوح، (اللأى): الشدّة و العسر و
قيل: البطء، (الاجماع): تصميم العزم، (الجوازى): جمع جازية كالجوارى جمع جارية و
هى أنواع العقاب للنفوس السيئة، (المحلّين): الناقضين للبيعة يقال لمن نقض عهده و
بيعته: محلّ و لمن حفظه: محرم، (الضيم): الظلم (واهنا): ضعيفا، (المقتعد): الرّاكب
على ظهر البعير.
الاعراب
هاربا: حال،
كلا و لا: ظرف مستقر في محلّ النصب لأنه صفة لقوله «شيئا» و معناه قليلا و قليلا،
كموقف ساعة: مستثنى مفرغ في محلّ الاسم لقوله (كان)