و هو فعل تامّ لا خبر له، جريضا: حال من
فاعل نجا، لأيا: مصدر منصوب قائم مقام الحال، أى نجا مبطئا و العامل في المصدر محذوف
اى أبطأ إبطاء و ما زائدة و بلأى: جار و مجرور متعلق بقوله لأيا أى لأيا مقرونا
بلأى، تركاضهم عطف على قريشا و معناه شدّة العدو و كذا تجوالهم، الجوازي: فاعل
جزت.
قال الشارح
المعتزلي في «ص 151 ج 16 ط مصر»: هذه كلمة تجرى مجرى المثل، تقول لمن يسيء إليك و
تدعو عليه: جزتك عنّى الجوازي، أى أصابتك كلّ سوء و مجازاة تقدر لعملك.
المعنى
أشار السيد
الرضى ; أنّ كتابه 7 هذا جواب عن
كتاب كتبه إليه عقيل، و الظاهر أنّه أخوه عقيل بن أبى طالب و لم يذكر
الشّراح أنّ عقيلا من أيّ بلد كتب إليه كتابه هذا، و يشير جوابه 7 إلى
أنّ كتاب عقيل يتضمّن بيان أحد من الغارات الّتي وجّهها معاوية إلى أطراف حكومته
في أيّام الهدنة السنوية المقرّرة بعد صلح صفيّن، و أنّ عقيلا تعرّض في كتابه
لبيان اضطراب حكومته و إعراض عامّة قريش عنه 7، فيريد استبطان رأيه في
إدامة الحرب مع مخالفيه بعد قلّة أنصاره و اضطراب أطراف حكومته في أثر غارات
معاوية و قتل كثير من شيعته، و أجابه 7 بتسريح الجيش في أثر
المغير و الضّغط عليه إلى أن نجا برمق من حياته.
فيحتمل أن
يكون كلامه هذا ناظرا إلى إغارة بسر بن أرطاة على نواحى جزيرة العرب من الحجاز و
اليمن و اليمامة فانّها أشدّ الغارات و أنكاها و أكثرها قتلا لشيعة عليّ 7 و أوقعها محلا في قلوب أنصاره، و قد أشار إلى ذلك الشارح المعتزلي «ص 148
ج 16 ط مصر» حيث يقول بعد ذكر المكتوب: قد تقدّم ذكر هذا الكتاب في اقتصاصنا ذكر
حال بسر بن أرطاة و غارته على اليمن في أوّل الكتاب.
و لكن لم
نعثر في التواريخ على محاصرة جيش عليّ 7
بسرا على هذا