تلويح قال
الشارح المعتزلي «ص 27 ج 18 ط مصر»: و هذا الكتاب [... فقد آن لك ...] هو جواب
كتاب وصل من معاوية إليه 7 بعد قتل عليّ 7 الخوارج، و فيه
تلويح بما كان يقوله من قبل: إنّ رسول اللّه 6 وعدني بقتال
طائفة اخرى غير أصحاب الجمل صفّين، و إنّه سمّاهم المارقين.
أقول: و كان
معاوية بعد قتل الخوارج و هم شجعان جيش الكوفة الصادقين للجهاد في صفّين يرجو نيل
الخلافة على كافّة المسلمين لأنّ خلافهم مع عليّ 7 و قتلهم في نهروان
كافّة إلّا عدد يسير قد فتّ في عضد عليّ 7 و شوّش أمره إلى حيث انجرّ
إلى الفتك به، فانتهز معاوية هذه الفرصة و طمع في قبول عليّ 7 شروطا للصلح
تؤيّد مقصود معاوية في صعود عرش الخلافة الاسلاميّة برضا كافّة المسلمين و تجويز
عليّ خلافته باقراره على ولاية الشام و نصبه على أنّه وليّ عهد له من بعده.
قال الشارح
المعتزلي «ص 26 ج 18 ط مصر»: و كان كتب إليه يطلب منه أن يفرده بالشام و أن يولّيه
العهد من بعده، و أن لا يكلّفه الحضور عنده، و كان مقصوده بعد أخذ هذا الاعتراف
عنه 7 التدبير في الفتك به بأيّ وجه يمكنه، و قد أدرك 7
غرضه من هذا الكتاب فأبلغ في ردعه و دحض مطامعه بما لا مزيد عليه، و بيّن له أنّه
بعيد عن مقام الخلافة بوجوه عديدة:
1- سلوكه
مسالك أجداده الجاهليّين بادّعاء الأباطيل و اقتحام غرور المين و
الأكاذيب فكأنّه باق على كفره أخلاقا و معنا و إن كان مسلما ظاهرا، فلا
أهليّة له لزعامة المسلمين.
2- دعواه
مقاما شامخا علا عنه، و استلابه ما قد اختزن دونه، قال
الشارح المعتزلي: يعني التسمّى بأمير المؤمنين، و فسّره ابن ميثم بمال المسلمين و
بلادهم الّتي يغلب عليها.