لما بعدها:
لما موصولة أو موصوفة و الظرف مستقرّ مفعول ثان لقوله جعل و بعدها: ظرف مستقرّ صلة
أو صفة، أيّهم أحسن عملا: جملة محكيّة عن القرآن قائمة مقام مفعولى يعلم، لم تجن:
صيغة الجحد من الجناية، أنت: تأكيد للضمير المخاطب في عصبته لتصحيح العطف عليه، أن
يصيبك اللّه منه: قال الشارح المعتزلي: الضمير في «منه» راجع إلى اللّه تعالى و
«من» لابتداء الغاية، و قال الراوندي: «منه» أى من البهتان الّذي أتيته، أى من
أجله و «من» للتعليل، و هذا بعيد و خلاف الظاهر، بعاجل قارعة: من إضافة إلى الصفة
إلى الموصوف و كذا جوامع الأقدار و أثره التأكيد، لا أزال: نفى من زال، بباحتك:
ظرف مستقرّ خبره، غدوت على الدنيا: قال المعتزلي: على ها هنا متعلّق بمحذوف دلّ
عليه الكلام تقديره:
مثابرا على
طلب الدنيا أو مصراّ.
المعنى
بعث اللّه
الأنبياء بطبقاتهم لهداية الناس و ردعهم عن الفساد و اتّباع الشهوات و أهمّ
وسائلهم التذكير و الإنذار و التبشير و لم يؤمر من الأنبياء بطبقاتهم و هم آلاف
مؤلّفة بالسيف و الجهاد إلّا نذر يسير، و روي إلّا أربعة امروا بالسيف لدفع هجوم
الأعداء الألدّاء، منهم خاتمهم رسول الاسلام 6، و قد
نزلت عدّة آيات كريمة في القرآن الشريف يصرّح بأنّه بشير و نذير و أنّه ليس بجبّار
و لا وكيل عليهم.