ذخر يعودون به عليك في عمارة بلادك، و
تزيين ولايتك، مع استجلابك حسن ثنائهم، و تبجّحك باستفاضة العدل فيهم، معتمدا فضل
قوّتهم بما ذخرت عندهم من إجمامك لهم، و الثّقة منهم بما عوّدتهم من عدلك عليهم و
رفقك بهم، فربّما حدث من الأمور ما إذا عوّلت فيه عليهم، من بعد احتملوه طيبة
أنفسهم به، فإنّ العمران محتمل ما حمّلته، و إنّما يؤتى خراب الأرض من إعواز
أهلها، و إنّما يعوز أهلها لإشراف أنفس الولاة على الجمع، و سوء ظنّهم بالبقاء، و
قلّة انتفاعهم بالعبر.
اللغة
(المحاباة):
المعاطاة و العطاء بلا عوض، (الاثرة): الاستبداد و الانعام للحبّ و المودّة،
(الجماع): الجمع، (التوخّي): التقصّد، ثلمت الاناء من باب ضرب: كسرته من حافته،
الثلمة كبرمة: الخلل الواقع في الحائط و غيره، (الحدوة): الحثّ، (وسمه) وسما و
سمة: أثّر فيه بسمة و كيّ، و الميسم بكسر الميم اسم الالة الّتي يكوى بها، يقال
(ثقل) الشيء بالضمّ ثقلا و زان عنب و يسكن للتخفيف فهو ثقيل، (الشرب): النصيب من
الماء، (البالّة): القليل من الماء يبلّ به الأرض، و الظاهر أنّه في الأراضي الّتي
يسقيه الأمطار فحسب، فاذا قلّت الأمطار يقال: اصيب بالبالّة، (أحالت) الأرض: تغيرت
عمّا عليه من الاستواء فلم ينجب زرعها و لا أثمر نخلها، و ذلك يكون على أثر السيول
و الأمطار الغزيرة (البجح): الفرح، يقال: بجح بالشىء بالكسر و بالفتح لغة ضعيفة و
بجحته فتبجّح:
أى فرحته
ففرح و في حديث: أهل الجنّة في خيراتها يتبجّحون، (معتمدا):