الّتى لا أعلام فيها، (واد وعث): (واد
وعث): لا يثبت فيه خفّ و لا حافر لسهولته أو كونه مزلقا (سروح عاهة) جمع سرح و هى
المواشى المبتلاة بالافة المعرضة للهلاك، (مسيم يسيمها): راع يرعاها، (رويدا)
تصغير رود و أصل الحرف من رادت الرّيح ترود تحرك حركة خفيفة و المعنى لا تعجل
(يسفر الظلام)، يقال أسفر وجهه إذا أضاء و أسفر الصبح إذا انكشف، (الأظعان): جمع
ظعن، و هي الجماعات المتنقلة في البراري.
الاعراب
للاخرة:
اللّام للعاقبة، منزل قلعة و دار بلغة: الظاهر أنّ القلعة و البلغة بمعنى المصدر
فالأولى إضافة ما قبلهما إليهما و يحتمل أن تكونا صفة لما قبلهما بالتأويل، نعم
معقّلة: خبر بعد خبر لقوله «أهلها»، سروح عاهة: خبر ثالث بأبصارهم: مفعول أخذت و
الظاهر انّ الباء زائدة للتأكيد، رويدا: منصوب بمقدر أى امهل رويدا، هذه الجملة و
ما بعدها أمثال سائرة.
المعنى
بين 7 في هذا الفصل الهدف من خلق الانسان و أوضح بأبين بيان أنّ الدّنيا
طريق و معبر له لا يستحقّ أن يطمئنّ إليه بل يجب أن يتزوّد منها لاخرته و
يهيأ فيها لملاقات ربّه، و يكون على حذر من الاشتغال بها و
ارتكاب سيئاتها حتّى يأتيه الموت بغتة و لا يجد مهلة
للتوبة و التدارك لما فاته.
ثمّ حذّره
أكيدا عن تقليد الناس في الافتنان بالدّنيا و الاشتغال بها
كأنها دار خلود لهم و ليس لهم انتقال عنها إلى دار اخرى، و نبّه على
ذلك بوجوه:
1- إخبار اللّه تعالى عن فنائها.
2- توصيف الدّنيا نفسها
بالفناء و الزوال آناء الليل و النّهار.
3- المغترّون
بها كلاب و أنعام ضالّة مبتلاة بالافات بلا مرشد و لا راع و لا مناص
لهم من الهلاكة و الدّمار، فلا ينبغي الاقتداء بهم في أفعالهم و أحوالهم في حال من
الأحوال.