responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 20  صفحه : 175

قرون خاصّة يوناطيس الّذي يدعوه أهل أروپا فيلاد لفس و كان محبّا للحكمة، فأمر رجلا يسمّى زهيرة بجمع الكتب و نصبه ضابطا لمكتبته، فاشترى الكتب من التجار بأثمان غالية حتّى اجتمع في مكتبته أكثر من أربعة و خمسين ألف كتابا، و قلّده ملوك البطالسة في جمع الكتب إلى ما خرج عن الاحصاء.

فعجب عمرو بن العاص من كلامه، و قال: لا بدّ من أن أكتب ذلك لعمر بن الخطّاب و آخذ منه الجواب فكتب إليه، فأجابه: إن كان ما في هذه الكتب ما يوافق كتاب اللّه لا حاجة لنا بها و إن كان مخالفا له لا نرتضيها فأعدمها و امح أثرها فقسّمها عمرو على حمّامات إسكندريّة ليصرفوها فيها بدلا من الوقود فأوقدوها خلال ستّة أشهر حتّى أفنوها.

و قد استنكر بعض المورّخين الجدد من أهل مصر صدور الأمر من عمر باحراق كتب مكتبة إسكندريّة لما صدر في الإسلام من الأمر بالفحص و البحث عن الحقائق و تحصيل العلم و لو بالصّين.

أقول: و قد عرفت ممّا ذكرنا من ملخّص تاريخ فتح مصر بيد المسلمين أنّه لم يحكم في مصر إلى أيّام أمير المؤمنين 7 و إلى حين صدور هذا العهد التاريخي للأشتر النخعي إلّا عمرو بن العاص و عبد اللّه بن سرح بن أبي سرح الّذي ولّاه عثمان على مصر بعد عزل فاتحه عمرو بن العاص فثار عليه الرّومان، فاستعان عثمان بعمرو فسار إلى مصر و أخمد ثورة الرّومان و أخرجهم من مصر و لكن لم يرض عثمان بعزل عبد اللّه فاشتركا في إدارة امور مصر و تنازعا و رجّح عثمان عبد اللّه بن سرح عليه فرجع إلى المدينة ناقما على عثمان معينا لأعدائه و محرّضا للقيام عليه حتّى قتل و هما واليان على مصر.

و لا يصدق على حكومتهما باعتبار أنهما عاملان للخليفة لفظ الدّولة و لا يمتازان بالعدل و الجور بل كلاهما من نسيج واحد و من أهل النفاق و من أعداء أهل البيت و المخالفين لولاية أمير المؤمنين 7 و من الحكّام الجائرين فانّ عمرو ابن العاص توجّه في مصر إلى جمع المال و الادّخاد حتّى بلغ ثروته إلى حيث‌

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 20  صفحه : 175
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست