و الظاهر أنّ
عزيز مصر هو حاكمها و رئيسها في هذا العصر المعبّر عنه بفرعون و قد قيل: إنّ عزيز
مصر غير فرعون مصر بل هو رئيس جندها أو أحد أركان دولتها و لكن سياق الايات
الواردة يأباها، فانظر إلى آية 42 في بيان رؤيا الملك:
فسياق هذه
الايات يشهد بوضوح أنّ زوج زليخا و عزيز مصر رجل واحد و هو حاكم مطلق على امور مصر
و ليس فوقه أحد، و يستفاد من نصّ الايات الأخيرة من سورة يوسف أنّ عزيز مصر لمّا
اطلع على مقام يوسف و طهارته و عصمته و نبوته تنزل عن عرش مصر و فوّض إليه امور
مصر كافّة فصار يوسف عزيز مصر، كما في آية 78 «يا أَيُّهَا
الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً فَخُذْ أَحَدَنا مَكانَهُ إِنَّا
نَراكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ- إلى آية 88- قالُوا يا
أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنا وَ أَهْلَنَا الضُّرُّ وَ جِئْنا بِبِضاعَةٍ مُزْجاةٍ
فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَ تَصَدَّقْ عَلَيْنا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي
الْمُتَصَدِّقِينَ».
فعزيز مصر و
هو زوج زليخا و إن لم يتنزل عن العرش رسما بحيث تتحوّل الحكومة من بيت إلى بيت
لكنه آمن بيوسف و انقاد له و فوّض إليه اموره، كما يستفاد من الاية 24- المؤمن- عن
قول مؤمن آل فرعون موسى «وَ لَقَدْ جاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ
بِالْبَيِّناتِ فَما زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذا هَلَكَ قُلْتُمْ
لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا».
و هذا الّذي
ذكرناه و إن كان مخالفا لما اثبته التوراة في تاريخ يوسف