responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 20  صفحه : 125

من توجّه عموم الناس إلى بابه، و من انقياد الامراء و الحكّام و الضابطين إلى جنابه، و من ورود سيل الخراج و الأموال و الغنائم من شتّى نواحى البلاد الاسلاميّة تحت يده، فمن هو الرجل الّذي لا يغرّ بهذه المظاهر الفتّانة الدنيويّة و يقدر على ضبط نفسه عن التأثّر بها و الافتتان منها، فكان 7 يلقّن بهذه الجمل النافذة كره الدنيا و كيدها و غرورها و عواقبها على نفسه و على قلوب أعوانه و حكّامه و يطرد الدنيا عن حوله و عن فنائه بقوله 7: (إليك عنّي يا دنيا) فأنت مطلّقة عنّي‌ لا سبيل لك إليّ، و يهدّدها أشدّ التهديد بأنّها لو كانت جسما محسوسا كالواحد من البشر يقيم عليها الحدّ و يعرضها للمجازات بما ارتكبته من الخلاف في حقّ ذويها:

1- بجرم التغرير و إرائة ما لا واقع له لطلّابها فكانت مدلّسة يتوجّه إليها مجازات التدليس.

2- التسبيب إلى الهلاك و التلف لأبنائها و جرّهم إلى موارد البلاء و الدّمار.

ثمّ بيّن أنّه لا نجاة لمن غرّبها و صار في طلبها فليس لها إلّا مزالق هائلة و لجج مهلكة، فمن سلم عنها فهو على طريق النجاة، و إن ضاق عليه أمر الدنيا، فانّ الدنيا لمحة يسيرة تنصرم عاجلا و يفوز المؤمن السالم فيها عن مكائدها إلى الفوز الأبد و الراحة الطويلة.

ثمّ يبيّن 7 سيرته في معيشة الدنيا مقرونا بالحلف باللّه تعالى في التمسّك بالرياضة و تقليل الطعام إلى حيث يفرح نفسه بأكل قرصة من الشعير لسدّ جوعتها و تقنع بالملح للإدام، و مع ذلك يبكى من خشية اللّه و موقف الحساب إلى حيث ينضب عينه من الدموع، و أشار إلى أنّ النفس الانسانيّة أشرف من الاقتداء بالبهائم من الابال و البقر و الغنم في الأكل و طلب الراحة، فلا بدّ من حفظ الامتياز، و هو ملازمة الجوع و الخوف من اللّه و العبادة في جوف الليل، و الهمهمة بذكر اللّه بالشفاه، و غسل الذنوب بالاستغفار في باب اللّه.

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 20  صفحه : 125
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست