responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 20  صفحه : 121

أصحابه بالزهد و قلّة الأكل و المواظبة على جشوبة العيش، فدفعه 7 بأنّ القوّة و الشجاعة ذاتيّة للمؤمن و لا تتوقّف على تقوية الجسم بالأغذية اللذيذة.

ثمّ أيّد سيرته هذه بمتابعته للنبيّ 6 فقال: (أنا من رسول اللّه) كغصنان من أصل واحد فأصلهما عبد المطلب 7 تفرّع منه عبد اللّه أبو النبيّ و أبو طالب أبو عليّ 7 أو أنّهما مشتقّان من أصل نوريّ واحد في تسلسل الوجود و انبعاثه عن المصدر الأزلي كما في غير واحد من الأخبار، و عن النبيّ 6 قال: أنا و عليّ من شجرة واحدة و سائر النّاس من شجر شتّى. و هذه الرواية تؤيّد النسخة الّتي روت قوله‌ (كالصّنو من الصّنو) بالصّاد المهملة بعدها نون معجمة.

و نسخة شرح ابن أبى الحديد «289 ج 16 ط مصر»: «كالضوء من الضوء» بالضّاد المعجمة، و بهذا الاملاء فسّره في شرحه فقال: (ص 290) و ذلك لأنّ الضّوء الأوّل يكون علّة في الضّوء الثاني، ألا ترى أنّ الهواء المقابل للشّمس يصير مضيئا من الشّمس، فهذا الضوء هو الضوء الأوّل.

ثمّ إنّه يقابل وجه الأرض فيضي‌ء وجه الأرض منه، فالضوء الّذي على وجه الأرض هو الضوء الثاني، و ما دام الضّوء الأوّل ضعيفا فالضّوء الثاني ضعيف، فإذا ازداد الجوّ إضاءة ازداد وجه الأرض إضاءة لأن المعلول يتبع العلّة، فشبّه 7 نفسه بالضوء الثاني، و شبّه رسول اللّه 6 بالضوء الأوّل، و شبّه منبع الأضواء و الأنوار سبحانه و جلّت أسماؤه بالشّمس الّتي توجب الضوء الأوّل، ثمّ الضوء الأوّل يوجب الضّوء الثاني، و ها هنا نكتة و هي أن الضوء الثاني يكون أيضا علّة لضوء ثالث، و ذلك أنّ الضوء الحاصل على وجه الأرض- و هو الضوء الثاني- إذا أشرق على جدار مقابل ذلك الجدار قريبا منه مكان مظلم، فانّ ذلك المكان يصير مضيئا بعد أن كان مظلما.

أقول: قد اعتبر الشارح المذكور لفظة من في كلامه نشويّة فيصير المعنى‌ و أنا من رسول اللّه‌ كالضوء الناشي من الضّوء، و استفاد منه تسلسل أنواع العلوم و الافاضات إلى سائر النّاس بوساطته جيلا بعد جيل إلى أن يضعف و يضمحلّ و يعود

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 20  صفحه : 121
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست