به الضّعف عن قتال الأقران، و منازلة
الشّجعان؟! ألا و إنّ الشّجرة البرّيّة أصلب عودا، و الرّوائع الخضرة أرقّ جلودا،
و النّابتات العذية [و النّباتات البدويّة] أقوى وقودا و أبطأ خمودا! و أنا من
رسول اللّه كالصّنو من الصّنو و الذّراع من العضد، و اللّه لو تظاهرت العرب على
قتالي لما ولّيت عنها، و لو أمكنت الفرص من رقابها لسارعت إليها، و سأجهد في أن
أطهّر الأرض من هذا الشّخص المعكوس، و الجسم المركوس حتّى تخرج المدرة من بين حبّ
الحصيد.
اللغة
(الأقران):
جمع قرن و هو الكفو في المبارزة و القتال، (الشجرة البرّيّة):
الّتي تنبت
في البرّ الّذي لا ماء فيه، (الروائع): جمع رائعة و هي الشجرة النابتة على الماء،
(النابتات العذية) بسكون الذال: الزرع لا يسقيه إلّا ماء المطر، (الصنو):
إذا خرجت
نخلتان أو أكثر من أصل واحد فكلّ واحدة منها هي صنو أو صنو، (ركس) ركسا الشيء:
قلب أوّله على آخره.
المعنى
كان
المخالفون لعليّ 7 يعترضون عليه حتّى في زهده و رياضته و يذمّون قلّة
أكله باعتبار أنّه مخلّ بما يجب عليه من وظيفة الجهاد و الدفاع عن العدوّ، لأنّه
موجب لضعفه و قلّة مقاومته تجاه العدوّ الشجاع اللدود، و كأنّه ارتفع صدى هذا
الاعتراض من الكوفة إلى البصرة فتذكّر 7 في هذا الكتاب وجه الدفاع عنه
بقوله: (ألا و إنّ الشجرة البرّية أصلب عودا و الروائع الخضرة أرقّ
جلودا).
و يمكن أن
يكون هذا الكلام جوابا عن اعتراض ربما يرد على تحريص