مبتدأ و خبر و الجملة حال عن المرسلة، أو
اترك سدى عطف على قوله يشغلني و كذلك قوله اهمل و اجرّ و اعتسف.
المعنى
بيّن 7 في هذا الفصل من كتابه إلى عثمان بن حنيف أنّ تجنّبه عن الأكل
الطيّب الهنىء و القناعة بقرصين جافين من شعير ليس من الضرورة لعدم القدرة على ما
زاد من الماكل الهنيئة، و أشار إلى اقتداره على أطيب الأكل و أهنى العيش من وجوه:
1- من فوائد
ما استنبطه من العيون و ما غرسه من النّخيل في ينبع أيام اعتزاله في المدينة و
اشتغاله بالحرث و الزراعة في نواحيها، فمن ضياعه العين المعروفة بعين نيزر أحد
مواليه المشتغلين بالزراعة من قبله 7 في ينبع، فقد ورد في الحديث أنه
حضر يوما يحفر فيه بئرا فأصاب حجرا فألقى 7 ردائه و أخذ المعول و ضرب
الحجر حتّى كسره فطلع من تحته عين ماء كأنها عنق البعير.
و في حديث
آخر: أنّ مغيرة بن شعبة مرّ عليه 7 يوما و قد ركب بعيرا و تحته حمل
فقال له 7: ما تحتك يا عليّ؟ فأجابه: مائة ألف نخلة إن شاء اللّه فكان
يحمل نوايا التمر ليغرسه.
و على الجملة
كان له 7 ضياع و نخيل أنشأها و جعلها صدقة و صرفها على الفقراء.
2- أنّه 7 يقدر على الاحتراف و الكسب بوجوه شتّى و يهتدى إلى تهية أطيب العيش من كدّ
يده مضافا إلى ما يستحقه من العطايا و الحقوق من بيت المال و هو رئيس المسلمين و
أمير المؤمنين، فيقدر على ما يريد من العيش الرّغيد، و لكنّه ترك ذلك و لازم
الزّهد و الرياضة ليكون اسوة للزاهدين.
بقية من
المختار الرابع و الاربعين من كتبه 7
و كأنّي
بقائلكم يقول: إذا كان هذا قوت ابن أبي طالب فقد قعد