لَعَلَّهُ
يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى لعل منك شكّ؟ قال: نعم، قال: ذلك من اللّه شك
إذا قال لعلّه؟ قال أبو حنيفة: لا أعلم.
قال 7: إنك تفتي بكتاب اللّه و لست ممّن ورثه، و تزعم أنك صاحب قياس و أوّل من
قاس إبليس و لم يبن دين الاسلام على القياس، و تزعم أنك صاحب رأى و كان الرّأى من
رسول اللّه 6 صوابا و من دونه خطاء، لأنّ اللّه قال:
أَنِ
احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ و لم يقل ذلك لغيره، و تزعم أنك صاحب
حدود و من انزلت عليه أولى بعلمها منك، و تزعم أنّك عالم بمباعث الأنبياء و خاتم
الأنبياء أعلم بمباعثهم منك، لولا أن يقال:
دخل على ابن
رسول اللّه فلم يسأله من شيء ما سألتك عن شيء، فقس إن كنت مقيسا، قال: لا تكلّمت
بالرّأى و القياس في دين اللّه بعد هذا المجلس، قال 7: كلّا إن حبّ
الرّياسة غير تاركك كما لم يترك من كان قبلك الخبر.
ثمّ إنّ
إبليس اللّعين بعد ما تمرّد عن السّجود و تكبّر عن طاعة المعبود سأل اللّه النّظرة
و المهلة و الابقاء إلى يوم البعث و قال:
رَبِّ
فَأَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ.
(فأعطاه
اللّه النّظرة استحقاقا للسخطة) أى لأجل استحقاقه سخط اللّه سبحانه و غضبه،
فانّ في الامهال، و إطالة العمر ازدياد الاثم الموجب لاستحقاق زيادة العقوبة، قال
سبحانه: