وَ
الْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ من أبواب الغرفة، سَلامٌ
عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ قال: و ذلك قول
اللّه عزّ و جلّ:
وَ إِذا
رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَ مُلْكاً كَبِيراً يعني بذلك ولي اللّه
و ما هو فيه من الكرامة و النّعيم و الملك العظيم الكبير، إنّ الملائكة من رسل
اللّه عزّ ذكره يستأذنون عليه فلا يدخلون إلّا باذنه فذلك الملك العظيم الكبير
الحديث.
(و) القسم
الرّابع (منهم الثابتة في الأرضين السّفلى أقدامهم) و عن بعض النّسخ في
الارض السّفلى اقدامهم قال في البحار: و هو أظهر، و الجمع على الأوّل إمّا باعتبار
القطعات و البقاع، أو لأن كلّا من الأرضين السّبع موضع قدم بعضهم و الوصف على
الأوّل بالقياس إلى ساير الطبقات، و على الثّاني بالقياس إلى السّماء (و
المارقة) أى الخارجة (من السّماء العليا) و هي السّابعة (أعناقهم
و الخارجة من الأقطار) اى من جوانب الأرض أو جوانب السّماء (أركانهم) و هذا إشارة
إلى ضخامتهم و عرضهم (و المناسبة لقوايم العرش أكتافهم) و المراد
بالتّناسب إمّا القرب أو الشّباهة في العظم، فان العرش على عظمه حسبما تعرفه في
الأخبار الآتية و كفى بذلك كونه محيطا بجميع المخلوقات و كون الأرضين و السّماوات
جميعا و ما فيها عنده كحلقة في فلاة، له أربع قوائم.
كما رواه في
البحار، عن الدّرّ المنثور، عن حماد قال: خلق اللّه العرش من زمرّدة خضراء، و له
أربع قوائم من ياقوتة حمراء، و خلق له ألف لسان، و خلق في الأرض ألف أمة يسبّح
اللّه بلسان العرش.