و من خطبة
له 7 و هى الثانية من المختار فى باب الخطب خطب بها بعد انصرافه من
صفين
و نشرحها فى
ضمن فصول
الفصل
الاول
أحمده
استتماما لنعمته، و استسلاما لعزّته، و استعصاما من معصيته، و أستعينه فاقة إلى
كفايته، إنّه لا يضلّ من هداه، و لا يئل من عاداه، و لا يفتقر من كفاه، فإنّه أرجح
ما وزن، و أفضل ما خزن.
اللغة
(صفين) بكسر
الصّاد و تشديد الفاء كسجّين اسم موضع قرب الرّقه بشاطيء الفرات من الجانب الغربي
كانت به الوقعة العظمى بين عليّ 7 و معاوية لعنه اللّه و وزنه إمّا
فعّيل كظلّيم و ضلّيل فالنّون أصليّة و يدلّ عليه ضبط الجوهري و الفيروز آبادي له
في باب النّون، و هو الأشهر، و إمّا فعلين بزيادة الياء و النّون كغسلين و يدلّ
عليه ضبط الفيومي كبعض اللّغويّين له في باب الصّاد مع الفاء، قال في المصباح و هو
فعلين من الصّف، أو فعّيل من الصّفون، فالنّون أصليّة على الثّاني.
أقول: على
تقدير كونه مأخوذا من الصّف بكسر الصّاد فاصله الصفّ بفتحها و زيادة الياء و
النّون للمبالغة، كما أنّ غسلين من الغسل و هو ما يغتسل به كالماء و الصّابون و
الخطمي، فزيدت الياء و النّون مبالغة و استعمل فيما يسيل من جلود أهل النّار قال
سبحانه:
وَ لا
طَعامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ و تسميته على هذا التّقدير يحتمل أن يكون
لكثرة الصّفوف في الوقعة الواقعة فيه،