تسبيحه ملكا يطير مع الملائكة، و لم يخلق
اللّه أعظم من الرّوح غير العرش، و لو شاء أن يبلغ السّماوات السّبع و الأرضين
السّبع بلقمة واحدة لفعل، فسبحان من هو على كلّ شيء قدير، و مثلهما في البحار.
(و) القسم
الثّالث (منهم الحفظة لعباده) ظاهر العبارة أنّ المراد بهم حفظة العباد من
المعاطب و المهالك لا الحفظة عليهم يحفظون على العبد عمله، فهم من اشير اليهم في
قوله:
لَهُ
مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ
اللَّهِ روى في المجمع عن علي 7 أنّهم ملائكة يحفظونه من المهالك
حتّى ينتهوا به إلى المقادير.
و في الصّافي
عن عليّ بن إبراهيم، عن الصّادق 7 إنّ هذه الآية قرئت عنده، فقال
لقاريها: ألستم عربا؟ فكيف يكون المعقّبات من بين يديه و إنّما المعقّب من خلفه،
فقال الرّجل جعلت فداك: كيف هذا؟ فقال: إنّما نزلت له: معقّبات من خلفه، و رقيب من
بين يديه يحفظونه بأمر اللّه، و من ذا الذي يقدر أن يحفظ لشيء من أمر اللّه و هم
الملائكة الموكلون بالنّاس، و مثله عن العيّاشي.
و عنه أيضا
عن الباقر 7 من أمر اللّه يقول بأمر اللّه من أن يقع في ركي[1]، أو يقع عليه حايط، أو يصيبه شيء
حتّى إذا نزل القدر خلوا بينه و بينه يدفعونه إلى المقادير و هما ملكان يحفظانه
بالليل، و ملكان يحفظانه بالنّهار يتعاقبانه (و السّدنة لأبواب
جنانه) أى المتولون لأبواب الجنان بفتحها و إغلاقها و إدخال من اذن لهم
بالدّخول.
أقول: أمّا
الجنان فعلى ما اشير إليه في القرآن ثمان: جنة النّعيم و جنة الفردوس و جنة الخلد
و جنة الماوى و جنة عدن و دار السّلام و دار القرار و جنة عرضها السّماوات و
الأرض، و في بعض كتب الأخبار تسمية الأخيرة بالوسيلة.