قد حرّف و بدّل و زيد عليه و نقص عنه،
اختلف فيه الأصحاب.
فالذي ذهب
إليه أكثر الأخباريّين على ما حكى عنهم السّيد الجزايري في رسالة منبع الحياة و
كتاب الأنوار هو وقوع التحريف و الزّيادة و النّقصان.
و إليه ذهب
عليّ بن إبراهيم القميّ، و تلميذه محمّد بن يعقوب الكليني، و الشّيخ أحمد بن أبي
طالب الطبرسي، و المحدّث العلامة المجلسي قدّس اللّه روحهم.
و ذهب
المرتضى على ما حكي عنه، و الصدوق في اعتقاداته، و الشّيخ في التّبيان و الطبرسي
في مجمع البيان إلى عدمه، و عزى ذلك إلى جمهور المجتهدين بل الظاهر من الصّدوق
قيام الاجماع عليه حيث قال في اعتقاداته: إنّ اعتقادنا أنّ القرآن الذي أنزل اللّه
على نبيّه محمّد 6 هو ما بين الدّفتين، و هو ما في أيدي
النّاس ليس بأكثر من ذلك إلى أن قال و من نسب إلينا انّا نقول: إنّه أكثر من ذلك
فهو كاذب انتهى.
و مثله
الشّيخ، حيث ادّعى قيامه على عدم الزّيادة، قال في محكي كلامه:
و أمّا
الكلام في زيادته و نقصانه فممّا لا يليق به، لأنّ الزّيادة فيه مجمع على بطلانه،
و أمّا النّقصان منه فالظاهر أيضا من مذهب المسلمين خلافه، و هو الأليق بالصّحيح
من مذهبنا، و هو الذي نصره المرتضى (ره)، و هو الظاهر من الرّوايات، غير أنّه رويت
روايات كثيرة من جهة الخاصّة و العامّة بنقصان كثير من آى القرآن طريقها الآحاد لا
توجب علما، فالأولى الاعراض و ترك التشاغل بها، لأنّها يمكن تأويلها انتهى.
و مثله
الطبرسي في مجمع البيان حيث قال: فأمّا الزّيادة فيه فمجمع على بطلانه و أمّا
النّقصان فيه فقد روى جماعة من أصحابنا و جماعة من حشويّة العامة، أنّ في القرآن
تغييرا و نقصانا، و الصّحيح من مذهب أصحابنا خلافه.
قال: و هو
الذي نصره المرتضى و استوفى الكلام فيه غاية الاستيفاء في جواب المسائل
الطرابلسيّات، و ذكر في مواضع أنّ العلم بصحّة نقل القرآن كالعلم بالبلدان و
الحوادث الكبار و الوقايع العظام و الكتب المشهورة و أشعار العرب