responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 2  صفحه : 18

أبو عبد اللّه 7 عن الملائكة يأكلون و يشربون و ينكحون، فقال: لا، إنهم يعيشون بنسيم العرش، فقيل له: ما العلّة في نومهم؟ فقال: فرقا بينهم و بين اللّه عزّ و جلّ، لأنّ الذي لا تأخذه سنة و لا نوم هو اللّه.

و حاصل الجمع أن يحمل النوم في هذه الرّواية و ما شابهها من الأخبار المثبتة له، على النوم القليل المعبر عنه بالسنة الغير المانعة عن الذكر و التسبيح.

و في قوله لا يغشيهم نوم العيون على النوم الغالب الموجب للغفلة، و لا يبعد استفادة هذا المعنى من قوله: لا يغشيهم، كما ذكره الرّاوندي بأخذه من الغشي الموجب لتعطيل القوى المحركة، إلّا أنه خلاف الظاهر، و الظاهر أنه مأخوذ من غشيته إذا أتيته، فلا دلالة فيه من حيث الوضع، و إنما الدّلالة باقتضاء الجمع الذي ذكرناه، و عليه فالمعنى أنه لا يأتيهم نوم العيون الموجب للغفلة، كما يأتي غيرهم.

و هذا نظير ما روي في خواص النبيّ 6، من أنه كان ينام عينه و لا ينام قلبه انتظار اللوحى الالهي، فالنوم و إن اعتراه، لكنه لا يعطله عن مراقبة ربه سبحانه كما يعطل غيره و اللّه العالم‌ (و لا سهو العقول، و لا فترة الأبدان، و لا غفلة النسيان) الفرق بين السهو و النسيان و الغفلة: أن السهو هو عزوب الشي‌ء و انمحاؤه عن القوّة الذاكرة مع ثبوته في الحافظة بحيث يلحظ الذّهن عند الالتفات إليه، و النسيان هو ذهابه عنهما معا بحيث يحتاج في تحصيله إلى كسب جديد، و الغفلة أعمّ منهما، و لما كان هذه الامور الثلاثة من عوارض القوى الانسانية صحّ سلبها عن الملائكة، لعدم وجود تلك المعروضات فيهم كما في الانسان، و سلب الأعمّ و إن كان مستلزما لسلب الأخص إلّا أنّه 7 جمع فيهما لزيادة التّوكيد.

و أمّا سلب فتور الأبدان فلأنّ الفتور هو وقوف الأعضاء البدنية عن العمل بسبب تحلّل الأرواح البدنية و ضعفها و رجوعها للاستراحة، و كلّ ذلك من توابع المزاج الحيواني، فلا جرم صحّ سلبه عنهم، وفاقا لقوله سبحانه: يسبّحون الليل و النّهار لا يفترون.

(و) القسم الثّاني‌ (منهم امناء على وحيه) الحافظون له مؤدّين إيّاه إلى رسله‌

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 2  صفحه : 18
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست