و أيضا عن أبي بصير عن أحدهما 7، قال: قال: إنّ اللّه لم يدع الأرض بغير عالم، و لو لا ذلك لم يعرف الحقّ
من الباطل، يعني في الامور التي تعجز عن إدراكها العقول حسبما مرّ سابقا.
و في الأخبار
الكثيرة المستفيضة بل القريبة من التواتر المعنوي المرويّة في الكافي و علل
الشّرايع و إكمال الدّين و رجال الكشي و غيرها أنّ الأرض لو بقيت بغير إمام لساخت،
يقال: ساخت الأرض بهم انخسفت، و المراد به في الأخبار إمّا غوصها في الماء حقيقة
أو كناية عن هلاك البشر و ذهاب نظامها كما نبّه عليه المحدّث المجلسى طاب ثراه في
مرآة العقول ثمّ إنّه 7 وصف المرسلين بأنّهم رسل (لا يقصر[1] بهم قلّة عددهم) أى عن نشر
التكليف و حمل إعباء الرّسالة (و لا كثرة المكذّبين لهم) أى عن تبليغ
الأحكام و اداء الامانة، و هذا الكلام صريح في عدم جواز التقيّة على الأنبياء.
و منه يظهر
فساد ما نسبه الفخر الرّازي إلى الاماميّة من تجويزهم الكفر على الأنبياء تقية
حسبما مرّ في تذييلات الفصل الثّاني عشر في باب عصمة الأنبياء :، ضرورة
أنّ اقتداء الاماميّة رضوان اللّه عليهم إنّما هو على إمامهم 7، و مع
تصريحه 7 بما ذكر كيف يمكن لهم المصير إلى خلاف قوله 7 هذا.
مضافا إلى ما
أوردناه عليه سابقا بل و مع الغضّ عن تصريحه 7، بذلك أيضا نقول: كيف
يمكن أن يتفوّه ذو عقل بصدور كلمة الكفر عن نبيّ مع أنّ بعث النبي ليس إلّا لحسم
مادة الكفر، نعوذ باللّه من هذه الفرية البيّنة و ذلك البهتان العظيم، ثم إنّه
7 بين الرّسل و ميّزهم بقوله: (من سابق سمّي له من بعده أو غابر) أى لاحق (عرفه من
قبله) يعني أنّهم بين سابق سمى[2]
لنفسه من بعده، بمعنى أنّه عين من يقوم مقامه من بعده، أو أنّ السّابق[3] سمّى اللّه له من يأتي