و لا مرتابا بيقينه، و هذه حجّتي إلى
غيرك قصدها و لكنّي أطلقت لك منها بقدر ما سنح من ذكرها. ثمّ ذكرت ما كان من أمري
و أمر عثمان فلك أن تجاب عن هذه لرحمك منه فأيّنا كان أعدى له و أهدى إلى مقاتله؟
أ من بذل له نصرته فاستقعده و استكفّه، أم من استنصر فتراخى عنه، و بثّ المنون
إليه حتّى أتى قدره عليه؟ كلّا و اللَّه لقد علم اللَّه المعوّقين منكم و القائلين
لإخوانهم هلمّ إلينا و لا تأتون البأس إلّا قليلا. و ما كنت لأعتذر من أنّي كنت
أنقم عليه أحداثا فإن كان الذّنب إليه إرشادي و هدايتي له فربّ ملوم لا ذنب له، و
قد يستفيد الظّنّة المتنصّح. و ما أردت إلّا الإصلاح ما استطعت و ما توفيقي إلّا
باللَّه عليه توكّلت. و ذكرت أنّه ليس لي و لا لأصحابي عندك إلّا السّيف فلقد
أضحكت بعد استعبار، متى ألفيت بنو عبد المطّلب عن الأعداء ناكلين، و بالسّيوف
مخوّفين؟ فلبّث قليلا يلحق الهيجاء حمل، فسيطلبك من تطلب، و يقرب منك ما تستبعد، و
أنا مرقل نحوك في جحفل من المهاجرين و الأنصار و التّابعين بإحسان، شديد زحامهم،