responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 19  صفحه : 387

و فيه عنه 7 أيضا قال: كتب رجل إلى أبي ذرّ رضي اللّه عنه يا أبا ذر أطرفنى بشي‌ء من العلم، فكتب إليه: أنّ العلم كثير و لكن إن قدرت أن لا تسيئ إلى من تحبّه فافعل، قال: فقال له الرجل: و هل رأيت أحدا يسيئ إلى من يحبّه؟

فقال له: نعم نفسك أحبّ الأنفس إليك فإذا أنت عصيت اللّه فقد أسأت إليها.

قوله 7: (و حيث تناهت بك امورك‌- إلخ) قال بعضهم: حيث‌ عطف على‌ سبيلك‌، أى‌ فقد بيّن اللّه لك‌ مالك و منقلبك، قال تعالى: وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ‌، فهو 7 يحذّره عن عاقبته الوخيمة، و يخوّفه عن جزاء أعماله الفاضحة، ثمّ كأنّما قيل: و إلى ما تناهت به اموره و أىّ شي‌ء يترتّب على أفعاله؟ فأجاب 7: فإنّه‌ قد أجري إلى غاية خسر إلخ، فما تناهت به اموره جزاء أعماله السيئة.

هذا غاية ما يمكن أن يقرّر معنى العبارة على قول هذا البعض، و لكنّ الإنصاف أنّ الصواب هو ما أفاده الفاضل الشارح المعتزلي كما تقدّم في بيان الإعراب، أى قف‌ حيث‌ أنت لأنك‌ قد أجريت إلى غاية خسر فالفاء في‌ فقد في معرض التعليل للفعل المحذوف أعنى قف، و الكلام على هذا الوجه خال عن التكلّف دون الأوّل.

و لا يخفى لطافة قوله 7: و إنّ نفسك قد أوحلتك شرا، و قد علمت أنّ معنى‌ أوحلتك‌ أو رطتك في الوحل، فالويل ثمّ الويل لمن أطاع نفسه و نسى حظّه، فإنّ النفس لأمّارة بالسوء ينسي مطيعه ذكر اللّه تعالى كما قال تعالى: اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطانُ فَأَنْساهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ‌، و قال تعالى: وَ مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَ نَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى‌ قالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمى‌ وَ قَدْ كُنْتُ بَصِيراً قالَ كَذلِكَ أَتَتْكَ آياتُنا فَنَسِيتَها وَ كَذلِكَ الْيَوْمَ تُنْسى‌ وَ كَذلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَ لَمْ يُؤْمِنْ بِآياتِ رَبِّهِ وَ لَعَذابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَ أَبْقى‌ (طه: 125).

هذا آخر المجلّد الخامس من تكملة منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة و به انتهى المنهاج إلى المجلّد التاسع عشر، و للّه الحمد على ما أولانا، و له الشكر بما تفضّل علينا من إفاضة مننه، و إسبال نعمه علينا، و كيف أشكره تعالى حقّ شكره و ليس من شكر أشكره به إلّا و هو نعمة جزيلة أنعم بها عليّ، اللّهم ارزقنا قلبا

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 19  صفحه : 387
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست