بيّن اللّه لك سبيلك، و حيث تناهت بك
أمورك فقد أجريت إلى غاية خسر، و محلّة كفر، و إنّ نفسك قد أوحلتك شرّا، و أقحمتك
غيّا، و أوردتك المهالك، و أوعرت عليك المسالك.
المصدر
هذا الفصل
اختاره الشريف الرضي رضوان اللّه عليه على دأبه من كتاب له 7 إلى
معاوية و هذه صورته الكاملة:
أمّا بعد فقد
بلغني كتابك تذكر مشاغبتي، و تستقبح مواربتي، و تزعمني متجبّرا، و عن حقّ اللّه
مقصّرا، فسبحان اللّه، كيف تستجيز الغيبة؟ و تستحسن العضيهة؟ و إنّي لم اشاغب إلّا
في أمر بمعروف، أو نهى عن منكر و لم أتجبّر [و لم أضجر- نسخة] إلّا على باغ مارق،
أو ملحد منافق، و لم آخذ في ذلك إلّا بقول اللّه سبحانه: لا تَجِدُ قَوْماً
يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَ
رَسُولَهُ وَ لَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ.
و أما
التقصير في حقّ اللّه تعالى فمعاذ اللّه! و المقصّر في حقّ اللّه جلّ ثناؤه من
عطّل الحقوق المؤكّدة، و ركن إلى الأهواء المبتدعة، و أخلد إلى الضلالة المحيّرة.
و من العجب
أن تصف يا معاوية الإحسان، و تخالف البرهان، و تنكث الوثائق الّتي هي للّه عزّ جل
طلبة، و على عباده حجّة، مع نبذ الإسلام، و تضييع الأحكام و طمس الأعلام، و الجرى
في الهوى، و التّهوس في الرّدى.
فاتّق اللّه
فيما لديك، و انظر في حقّه عليك- إلى آخر الفصل المختار من النهج، و إنّ للنّاس
جماعة يد اللّه عليها، و غضب اللّه على من خالفها، فنفسك نفسك قبل حلول رمسك،
فإنّك إلى اللّه راجع، و إلى حشره مهطع، و سيبهظك كربه و يحلّ بك غمّه، يوم لا
يغنى النّادم ندمه، و لا يقبل من المعتذر عذره، يوم لا يغنى