و هو على فراشه و لا يظنّ أنّ الّذي كان
يكون فخرج يشتدّ عريانا فلحقوه في الطريق فقتلوه فأراد زياد أن يناهض ابن الحضرمي
حين قتل أعين بجماعة من معه من الأزد و غيرهم من شيعة عليّ 7 فأرسل بنو
تميم من الأزد، و اللّه ما غرضنا لجاركم إذ أجرتموه و لا لمال هو له و لا لأحد ليس
على رأينا فما تريدون إلى حربنا و إلى جارنا فكان الأزد عند ذلك كرهت قتالهم.
فكتب زياد
إلى عليّ 7 أما بعد يا أمير المؤمنين فإنّ أعين بن صبيعة قدم علينا من
قبلك بجدّ و مناصحة و صدق و يقين فجمع إليه من أطاعه من عشيرته فحثّهم على الطاعة
و الجماعة، و حذّرهم الخلاف و الفرقة ثمّ نهض بمن أقبل معه إلى من أدبر عنه
فوافقهم عامة النهار فهال أهل الخلال تقدمه و تصدع عن ابن الحضرمي كثير ممّن كان
يريد نصرته فكان كذلك حتّى أمسى فأتى في رحله فبنيه نفر من هذه الخارجة المارقة
فاصيب ; فأردت أن اناهض القوم ابن الحضرمي عند ذلك فحدث أمر قد أمرت صاحب
كتابى هذا أن يذكره لأمير المؤمنين و قد رأيت إن رأى أمير المؤمنين ما رأيت أن
يبعث إليهم جارية بن قدامة فإنّه نافذ البصيرة و مطاع في العشيرة شديد على عدوّ
أمير المؤمنين فإن يقدم يفرّق بينهم بإذن اللّه، و السّلام على أمير المؤمنين و
رحمة اللّه و بركاته.
فلمّا جاء
الكتاب دعا جارية بن قدامة فقال له: يا ابن قدامة تمنع الأزد عاملى و تبيت مالى و
تشاقنى مضر و تنابذني و بنا ابتدأها اللّه تعالى بالكرامة و عرفه الهدى و تداعوا
إلى المعشر الّذين حادّوا اللّه و رسوله و أرادوا إطفاء نور اللّه سبحانه حتّى علت
كلمة اللّه و هلك الكافرون، فقال: يا أمير المؤمنين ابعثني إليهم و استعن باللّه
عليهم، قال: قد بعثتك إليهم و استعنت باللّه عليهم.
قال إبراهيم:
فحدثنا محمّد بن عبد اللّه قال: حدثني ابن أبي السيف عن سليمان ابن أبي راشد عن
كعب بن قعين قال: خرجت مع جارية من الكوفة إلى البصرة في خمسين رجلا من بنى تميم
ما كان فيهم يماني غيري و كنت شديد التشيّع فقلت لجارية: إن شئت كنت معك، و إن شئت
ملت إلى قومي، فقال: بل معى فو اللّه لوددت