أيمن امرأة من أهل الجنّة فعند ذلك غضبت
عليه و على صاحبه و حلفت أن لا تكلّمه و لا صاحبه حتّى تلقا أباها و تشكو له فلمّا
حضرتها الوفاة أوصت أن تدفن ليلا و لا يدع أحدا منهم يصلّى عليها و قد رووا جميعا
أنّ النّبي صلى اللّه عليه و آله قال: يا فاطمة إنّ اللّه يغضب لغضبك و يرضى
لرضاك، انتهى كلامه قدس سرّه في المقام.
قوله 7: (ثمّ ذكرت ما كان من أمرى و أمر عثمان- إلى قوله 7:
و ما
توفيقي إلّا باللّه عليه توكّلت) هذا الفصل جواب عن قول معاوية: ثمّ لم تكن
أشدّ منك حسدا لابن عمك عثمان- إلى قوله: و تلك من أماني النّقوس و ضلالات الهواء.
و اعلم أنّ احتجاجه
هذا على معاوية في أمر عثمان يتّضح لك بعد استحضارك ما قدّمنا من الطبري و غيره من
قوله 7: ما زلت أذبّ عن عثمان حتّى أنّى لأستحي، و قوله 7: و اللّه
لقد دفعت عنه حتّى خشيت أن أكون آثما، و ما قدّمنا من نصح أمير المؤمنين عليّ 7 عثمان و طلبه قعوده في البيت، فراجع إلى ص 183 و ص 203 و ص 311 و ص 325 من
ج 16. و ص 395 من ج 17، و ص 3 من ج 18.
و قوله 7: (كلّا و اللّه لقد علم اللّه المعوّقين منكم- إلخ) إشارة
إلى قوله عزّ و جلّ في أوائل سورة الأحزاب: قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ
الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَ الْقائِلِينَ لِإِخْوانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنا وَ لا
يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذا جاءَ الْخَوْفُ
رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشى
عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ
أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ
أَعْمالَهُمْ وَ كانَ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً.
و هي من
الايات الّتي نزلت في الأحزاب الّذين حاربوا رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله في
غزوة الخندق و كان من الأحزاب قريش و كان فائدهم أبو سفيان بن حرب كما نصّ به حملة
الأخبار منهم أبو جعفر الطبري في التاريخ (ص 1465 ج 3 من