responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 19  صفحه : 181

تضرب عنقك، قال: إذا تقتلون عبد اللّه و أخا رسوله، قال عمر: أمّا عبد اللّه فنعم و أمّا أخو رسوله فلا، و أبو بكر ساكت لا يتكلّم، فقال له عمر: ألا تأمرك فيه بأمرك، فقال: لا أكرهه على شي‌ء ما كانت فاطمة إلى جنبه، فلحق عليّ بقبر رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يصيح و يبكي و ينادي يا ابن امّ إنّ القوم استضعفونى و كادوا يقتلونني.

قال فقال عمر لأبي بكر: انطلق بنا إلى فاطمة فانا قد أغضبناها فانطلقا جميعا فاستأذنا على فاطمة فلم تأذن لهما فأتيا عليّا فكلّماه فأدخلهما عليها فلمّا قعدا عندها حوّلت وجهها إلى الحائط فسلّما عليها فلم تردّ 8 فتكلّم أبو بكر فقال: يا حبيبة رسول اللّه و اللّه إنّ قرابة رسول اللّه أحبّ إلىّ من قرابتى، و إنك لأحبّ إلىّ من عائشة ابنتى، و لوددت يوم مات أبوك أنّى متّ و لا أبقي بعده أ فترانى أعرفك و أعرف فضلك و شرفك و أمنعك حقك و ميراثك من رسول اللّه إلّا أنّى سمعت أباك رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يقول: لا نورث ما تركنا فهو صدقة فقالت: أرأيتكما إن حدّثتكما حديثا عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله تعرفانه و تفعلان به؟ قالا: نعم، فقالت:

نشدتكما اللّه ألم تسمعا رسول اللّه يقول: رضا فاطمة من رضاى، و سخط فاطمة من سخطي، فمن أحبّ فاطمة ابنتى فقد أحبّنى، و من أرضى فاطمة فقد أرضانى، و من أسخط فاطمة فقد أسخطني؟ قالا: نعم سمعناه من رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله، قالت: فإنّي اشهد اللّه و ملائكته أنكما أسخطتماني و ما أرضيتماني، و لئن لقيت النّبي لأشكونكما إليه،- إلى أن قال ابن قتيبة: فلم يبايع عليّ كرّم اللّه وجهه حتّى ماتت فاطمة رضي اللّه عنها و لم تمكث بعد أبيها إلّا خمسا و سبعين ليلة إلخ.

قلت: إنّ كلام الأمير 7 يا ابن امّ إنّ القوم استضعفونى و كادوا يقتلونني، اقتباس من قول اللّه عزّ و جلّ فيما جرى بين موسى كليم اللّه 7 و أخيه هارون و بين قومه الظالمين حيث قال عزّ من قائل: وَ اتَّخَذَ قَوْمُ مُوسى‌ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَداً لَهُ خُوارٌ أَ لَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لا يُكَلِّمُهُمْ وَ لا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا اتَّخَذُوهُ وَ كانُوا ظالِمِينَ وَ لَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَ رَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنا رَبُّنا وَ يَغْفِرْ لَنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ وَ لَمَّا رَجَعَ مُوسى‌ إِلى‌ قَوْمِهِ غَضْبانَ أَسِفاً قالَ بِئْسَما خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَ عَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَ أَلْقَى الْأَلْواحَ وَ أَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَ كادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْداءَ وَ لا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ قالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَ لِأَخِي وَ أَدْخِلْنا فِي رَحْمَتِكَ وَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَ ذِلَّةٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ كَذلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ‌ (الأعراف: 149- 153).

و انّما تذكّر 7 في التجائه بقبر النّبي صلى اللّه عليه و آله بهذه الاية لأنّه 7 كان من النّبيّ بمنزلة هارون من موسى كما رواها الفريقان في جوامعهم الروائية و حديث المنزلة من الأحاديث المتواترة و قد نقل المحدّث الخبير الرّباني السيّد هاشم البحراني طيّب اللّه رمسه و أعلى مقامه في الباب العشرين من كتابه القيّم الموسوم بغاية المرام و حجّة الخصام في تعيين الإمام من طريق الخاص و العامّ مائة حديث من طريق العامّة في قول النّبي صلى اللّه عليه و آله لعليّ 7: أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدى، و في الباب الحادي و العشرين منه سبعين حديثا من طريق الخاصّة في ذلك.

فاذا كان لأمير المؤمنين عليّ 7 تلك المنزلة السامية ففي استشهاده بالاية يظهر مطالب لاولى الدراية فتأمّل فيما تلوناه عليك من الايات القرآنية.

ثمّ إنّ كلام أبي بكر لفاطمة عليها سلام اللّه المتعال: انّى سمعت أباك رسول اللّه 6 يقول: لا نورث إلخ، فيظهر ما فيه بالتأمّل في ما أفاده العلّامة الحلّى قدس سرّه في كتابه الموسوم بكشف الحقّ حيث قال:

و من المطاعن الّتي رواها السنّة في أبي بكر أنّه منع فاطمة ارثها فقالت له:

يا ابن أبي قحافة أترث أباك و لا أرث أبي، و احتجّ عليها برواية تفرّد بها هو عن جميع المسلمين مع قلّة رواياته و قلّة علمه و كونه الغريم لأنّ الصدقة يحلّ عليه فقال لها: إنّ النّبي صلى اللّه عليه و آله قال: نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة، و القرآن مخالف لذلك فإنّ صريحه يقتضى دخول النّبى صلى اللّه عليه و آله فيه بقوله تعالى: يُوصِيكُمُ اللَّهُ‌

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 19  صفحه : 181
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست