و كانت منزلة بني تميم كذا فقف و تثبّت و ارفق فيما يجرى على لسانك و يدك من خير و
شرّ و نافع و
ضارّ، و لا تعجل به، أمره أن يدارى مع الرّعية في أقواله و أفعاله فانّ ما يجري على اللّسان و اليد كناية عنهما، و سمّى ابن عبّاس بكنيته أبي العبّاس تكريما له و العرب يقصد بها التعظيم و
بعض النفوس تأنّف أن تخاطب باسمها.
قوله 7: (فإنّا شريكان في ذلك) علّل التثبّت بقوله هذا، أي اربع و تثبّت فيما يجري
على يدك و لسانك لأنّا شريكان في ذلك أي أنا و أنت شريكان في ما جرى
على يدك و لسانك، و إنّما كان الأمير 7 شريكه فيه لأنّه كان سببا بعيدا
فيما جرى على يد ابن عبّاس و لسانه و هو كان نائبا عنه و سببا قريبا في أفعاله و
أقواله و كلّ ما صنع بالرّعية فإنما هو باتّكائه عليه 7 و إلّا لما كان
له مكنة و قدرة على ذلك.
ثمّ إنّ قوله
هذا يهدينا إلى حقيقة اخرى و هي أنّ الفرد الانسانيّ لمّا كان بمنزلة عضو من هيكل
اجتماعه و لم يكن تعيّشه مرتبطا لشخصه خاصّة بل يؤثّر أثرا من سنخ فعله و قوله في
الاجتماع فكلّ ما صدر عن يده و لسانه و له بقاء في الاجتماع و يعمل به غيره و لو
بعد مماته فهو شريك العامل في ذلك الأثر الصادر منه قال عزّ من قائل: وَ أَنْ
لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى وَ أَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرى ثُمَّ
يُجْزاهُ الْجَزاءَ الْأَوْفى (النجم 41- 43).
و قال تعالى: سَلامٌ
عَلى نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (الصافات
78- 79).
و في البحار
(ص 181 من الجزء الثاني من ج 15) نقلا عن ثواب الأعمال للصّدوق ; بإسناده
عن ميمون القدّاح عن أبي جعفر 7 قال: أيّما عبد من عباد اللّه سنّ سنّة
هدى كان له أجر مثل أجر من عمل بذلك من غير أن ينقص من اجورهم شيء، و أيّما عبد
من عباد اللّه سنّ سنّة ضلالة كان عليه مثل وزر من فعل ذلك من غير أن ينقص من أوزارهم
شيء.