فبما حقّقنا دريت و هن ما جنح إليه الفاضل أحمد زكى صفوت في جمهرة
رسائل العرب (ص 480 ج 1) من أنّه 7 لا يعيب على معاوية بأنّ سلفه كانوا
كفّارا بل بكونه متّبعا لهم فقد نهج في معاداة عليّ نهج أجداده في معاداة أجداد
عليّ.
قال 7: «و في أيدينا بعد فضل النبوّة الّتي أذللنا بها العزيز و نعشنا
بها الذليل» هذا ردّ على قول معاوية: «ليس لبعضنا على بعض فضل إلّا فضل لا
يستذلّ به عزيز و لا يسترقّ به حرّ» معناه: و الحال أنّ لنا فضلا آخر عليكم بعد
الفضائل المتقدّمة و هو فضل النبوّة، و لمّا استثنى معاوية بقوله إلّا فضل لا
يستذلّ به- إلخ أجابه الأمير 7 تبكيتا له و إفحاما و ردّا لادّعائه
الباطل بقوله: الّتي أذللنا بها العزيز كأبي سفيان و أبي لهب و أضرابهما، و
رفعنا بها الذّليل كأكثر الصحابة و التابعين كانوا خاملى الذكر
و لمّا آمنوا رفع اللّه لهم ذكرهم.
بل كان
لابائه أعني بني هاشم فضل و شرف و مجد كانوا أعوانا للمظلوم و إن كان خاملا ذليلا،
و خصماء للظالم و إن كان عزيزا نبيها، و كانوا يؤدّون كلّ ذي حقّ حقّه و يذلّون
العزيز الظالم و ينعشون المظلوم الذليل.
و في قوله
7: و في أيدينا بعد فضل النبوّة اشارة إلى انّه ربّي
في بيت النبوّة و اقتبس من مشكاة الرّسالة، و أنّ نور النبوّة كان في بني
هاشم ينتقل عن واحد منهم بعد واحد حتّى انتقل إلى عبد اللّه بن عبد المطّلب والد
رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله و أنّ بني هاشم كانوا ببركة هذا النّور يذلّون العزيز و يرفعون الذّليل، و كان لهم
به شرف و فضل لم يكن لغيرهم، و أنّ من كان من بيت النبيّ صلّى اللّه عليه و اله و
أهله إنّما كان شأنه اعانة المظلوم و إغاثته، و قمع الظلم و دفع الظالم، و اللّه
أعلم حيث يجعل رسالته، و لا يخفى عليك أنّ هذا الفضل لا يعادله شيء.
قوله 7 «و لما أدخل اللّه العرب- إلخ» بعد ما عرّف 7 نفسه
و آباءه بأنّهم من بيت النبوّة و لهم فضل النبوّة و كانوا
حماة النّاس و رعاتهم عقّبه بذكر رذيلة للخصم بأنّه و أباه و أتباعهما- كما أتى
بلفظة الجمع حيث قال كنتم- ممّن دخلوا في دين اللّه لا عن اخلاص بل كانوا متمرّدين
عاصين كارهين إلّا أنّهم لمّا