أقول: و رواية نصر بن بن مزاحم في صفين عن الأصبغ ظاهرة في أنّ
الرّجل سأل الأمير 7 عن القاسطين، و قد روى نحوه الشيخ الأجلّ المفيد
في المجلس الثاني عشر من أماليه (ص 59 طبع النجف) أنّ الرّجل سأله 7 عن
النّاكثين حيث قال: حدّثنا أبو الحسن بلال المهلّبي ; يوم الجمعة لليلتين
بقيتا من شعبان سنة ثلاث و خمسين و ثلاثمائة قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن حميد
بن الرّبيع اللحمي قال: حدّثنا سليمان بن الرّبيع النهديّ قال: حدّثنا نصر بن
مزاحم المنقريّ قال: حدّثنا يحيى بن يحيى الأسلميّ، عن عليّ بن الحزّور، عن الأصبغ
بن نباتة ; قال: جاء رجل إلى أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب 7 بالبصرة فقال: يا أمير المؤمنين هؤلاء القوم الّذين نقاتلهم- إلخ- على
حذوا الرّواية الاولى من نصر في صفين.
و من الممكن
أنّ السؤال وقع عن كلّ واحدة من الطائفتين فقد سأله رجل عن الناكثين في البصرة، و
ذلك الرّجل أو آخر سأله عن القاسطين، أو السؤال كان عن إحداهما فاشتبه الأمر على
الرّاوي و أسند تارة إلى هؤلاء و تارة إلى هؤلاء أو يقال: إنّ ما في كتاب صفين
مطلق مرسل فانّه قال يا أمير المؤمنين هؤلاء القوم الّذين نقاتلهم، فهو يشمل
الطائفتين و لمّا رأى نصر أنّ السؤال الّذي كان من الرّجل عن الناكثين جار في
القاسطين أيضا فما سئل الأمير 7 في البصرة أتى به في صفين لاتّحاد
الحكم فيهما و الحقّ أنّ جواب الأمير 7 الرّجل جار في محاربي عليّ 7 سواء كانوا من الطوائف الثلاث الناكثين و القاسطين و المارقين أو غيرهم.
و في بشارة
المصطفى لشيعة المرتضى (ص 235 من طبع النجف): بإسناده عن الأصبغ بن نباتة أنّه قال
أمير المؤمنين عليّ 7 في بعض خطبه: أيّها النّاس اسمعوا قولي و اعقلوه-
إلى أن قال: لقد علم المستحفظون من أصحاب محمّد صلّى اللّه عليه و اله أنّ
الناكثين و القاسطين و المارقين ملعونون على لسان النبيّ الأمّيّ وَ قَدْ
خابَ مَنِ افْتَرى.