و متى كنتم يا معاوية ساسة الرّعيّة و ولاة أمر الامّة بغير قدم
سابق و لا شرف باسق. و نعوذ باللّه من لزوم سوابق الشّقاء، و أحذّرك أن تكون
متماديا في غرّة الامنيّة مختلف العلانية و السّريرة. و قد دعوت إلى الحرب فدع
النّاس جانبا و أخرج إلىّ و أعف الفريقين من القتال ليعلم أيّنا المرين على قلبه،
و المغطّى على بصره فأنا أبو حسن قاتل جدّك و خالك و أخيك شدخا يوم بدر و ذلك
السّيف معى و بذلك القلب ألقى عدوّي. ما استبدلت دينا، و لا استحدثت نبيّا و إنّى
لعلى المنهاج الّذي تركتموه طائعين و دخلتم فيه مكرهين. و زعمت أنّك جئت ثائرا
بعثمان و لقد علمت حيث وقع دم عثمان فاطلبه من هناك إن كنت طالبا فكأنّي قد رأيتك
تضجّ من الحرب إذا عضّتك ضجيج الجمال بالأثقال و كأنّي بجماعتك تدعوني جزعا من
الضّرب المتتابع، و القضاء الواقع، و مصارع بعد مصارع إلى كتاب اللَّه و هى كافرة
جاحدة، أو مبايعة حائدة.