و لما نقله
المفيد في الجمل أيضا و يوافق ما في النهج من أنّ ابن عباس قال:
و قد كان
أمير المؤمنين 7 أوصاني أن ألقى الزبير (ص 153 طبع النجف) كما سنذكره،
فعلى هذا مع فرض صحة الاولى و عدم سهو الراوي باتيان طلحة مكان الزبير يمكن أن يقال:
إنه 7 بعثه إليهم غير مرّة.
قال ابن
عباس: قد كان أمير المؤمنين 7 أوصاني أن ألقى الزبير و إن قدرت أن
اكلّمه و ابنه ليس بحاضر، فجئت مرّة أو مرّتين كلّ ذلك أجده عنده ثمّ جئت مرّة
اخرى فلم أجده عنده فدخلت عليه و أمر الزبير مولاه شرحسا أن يجلس على الباب و يحبس
عنّا النّاس، فجعلت اكلّمه فقال: عصيتم أن خولفتم و اللَّه لتعلمنّ عاقبة ابن
عمّك، فعلمت أنّ الرجل مغضب، فجعلت الاينه فيلين مرّة و يشتدّ اخرى، فلمّا سمع
شرحسا ذلك أنفذ إلى عبد اللَّه بن الزبير و كان عند طلحة فدعاه، فأقبل سريعا حتّى
دخل علينا، ثمّ جرى بينه و بين ابن الزبير كلام كثير فأبى ابن الزبير إلّا القتال
و الجدال.
أقول: إنّ
عبد اللَّه بن الزبير كان أشدّ عداوة من أبيه بأمير المؤمنين 7 و قال
7: ما زال الزبير رجلا منّا أهل البيت حتّى نشأ ابنه المشوم عبد اللَّه
نقله الشارح المعتزلي في شرحه على النهج (ص 474 ج 2 طبع طهران 1302 ه) و ذكر هذا
الكلام ابن عبد البرّ في الاستيعاب عن أمير المؤمنين 7 في عبد اللَّه بن
الزبير إلّا أنّه لم يذكر لفظة المشوم.
و بالجملة
أنه 7 أكثر إليهم الرسل فعادوا منهم اليه 7 باصرارهم على
خلافه و استحلال دمه و دم شيعته، فلمّا رأى 7 أنّهم لا يتّعظون بوعظ و
لا ينتهون عن الفساد و عبّوا للقتال كتب الكتائب و رتّب العساكر فنفر من ذي قار
متوجّها الى البصرة.
من كلامه
(ع) لما نفر من ذى قار متوجها الى البصرة
في الارشاد
للمفيد قدّس سرّه: و من كلامه 7 و قد نفر من ذي قار متوجّها