أهل المدينة، و زعمتما أنّي آويت قتلة
عثمان فهؤلاء بنو عثمان فليدخلوا في طاعتي ثمّ يخاصموا إليّ قتلة أبيهم، و ما
أنتما و عثمان إن كان قتل ظالما أو مظلوما و قد بايعتماني و أنتما بين خصلتين
قبيحتين: نكث بيعتكما، و إخراجكما أمّكما.
و كتب إلى
عائشة:
أمّا بعد
فانّك خرجت غاضبة للَّه و لرسوله تطلبين أمرا كان عنك موضوعا، ما بال النساء و
الحرب و الاصلاح بين الناس، تطلبين بدم عثمان و لعمري لمن عرّضك للبلاء و حملك على
المعصية أعظم إليك ذنبا من قتلة عثمان، و ما غضبت حتى أغضبت و ما هجت حتى هيجت،
فاتّقي اللَّه و ارجعي إلى بيتك.
فأجابه طلحة
و الزبير: إنّك سرت مسيرا له ما بعده و لست راجعا و في نفسك منه حاجة، فامض لأمرك،
أما أنت فلست راضيا دون دخولنا في طاعتك، و لسنا بداخلين فيها أبدا، فاقض ما أنت
قاض.
و كتبت
عائشة: جلّ الأمر عن العتاب، و السلام.
أقول: هذان
الكتابان منه 7 إلى طلحة و الزبير، و عائشة غير مذكورين في النهج.
ثمّ دعا 7 عبد اللَّه بن عباس فقال له: انطلق إليهم فناشدهم و ذكّرهم العهد الّذي لي
في رقابهم، فجاءهم ابن عباس فبدأ بطلحة فوقع بينهما كلام كثير فأبى طلحة إلّا
إثارة الفتنة، قال ابن عباس: فخرجت إلى عليّ 7 و قد دخل البيوت بالبصرة،
فقال:
ما وراءك؟
فأخبرته الخبر فقال 7: اللّهمّ افتح بيننا و بين قومنا بالحقّ و أنت خير
الفاتحين.
أقول: كذا
نقله المفيد في الجمل و الظاهر أنه 7 بعث ابن عباس إلى الزبير و أمره أن
لا يلقى طلحة و ذلك لما مرّ في باب الخطب (الكلام 31 منه) قوله 7 لابن
عبّاس لما أنفذه إلى الزبير يستفيئه إلى طاعته قبل حرب الجمل: لا تلقينّ طلحة فانك
إن تلقه تجده كالثور عاقصا قرنه يركب الصعب و يقول هو الذّلول، و لكن ألق الزبير
فانه ألين عريكة فقل له يقول لك ابن خالك: عرفتني بالحجاز