إجماع المهاجرين و الأنصار في المدينة
على بيعته 7 للخلافة و فعل ما فعل.
قوله 7: (و كتاب امرىء ليس له بصر يهديه- إلى قوله: خابطا) عطف على موعظة
أي أتاني كتاب امرىء ليس له عقل يهديه إلى الحقّ أي يقوده
إليه و الهادي هو الّذي يتقدّم فيدلّ، و الحادي هو الّذي يتأخّر فيسوق.
و إنما حملنا البصر على العقل
لا العين لأنّ العقل هو لطيفة مجرّدة إلهيّة و جوهرة ثمينة نورانيّة ربّانيّة يقود
الانسان إلى الرّشاد، و يهديه إلى السداد و يدعوه إلى الاتصاف بالصفات
الإلهيّة، و التخلّق بالأخلاق الرّبوبيّة، لأنّ العقل ما عبد به الرّحمن و اكتسب
به الجنان، فمن لم يكن له نور العقل ينجيه من المهالك، فلا جرم يتّبع الجهل و
الهوى، لأنّ بعد الحقّ ليس إلّا الضلال، و بعد نور العقل ليس إلّا ظلمة الجهل قال
عزّ من قائل: فَما ذا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ (يونس- 33).
و كما أنّ
العاقل يتفوّه و ينطق بما يعنيه و هو في أقواله و أعماله على الصراط السويّ، و
النهج القويم كذلك تابع الهوى لفقدان بصيرته و عميان سريرته لا بدّ أن يهجر و يهذي
في نطقه و يضلّ عن سبيل اللّه في فعله و قوله لاقتضاء الهوى ذلك ففاقد البصر يجيب
داعي الهوى و يتّبع قائد الضلال فيلزمه أن يهجر لا غطا و يضلّ خابطا، و بذلك ظهر
سرّ قول أمير المؤمنين عليّ 7 كما رواه الصدوق رضوان اللّه عليه في
الخصال: المؤمن ينقلب في خمسة من النور: مدخله نور، و مخرجه نور، و علمه نور، و
كلامه نور، و منظره يوم القيامة إلى النور.
بحث روائى
مناسب للمقام
رواه ثقة
الاسلام محمّد بن يعقوب الكليني قدّس سرّه في اصول الكافي: أحمد ابن إدريس، عن
محمّد بن عبد الجبّار، عن بعض أصحابنا رفعه إلى أبي عبد اللَّه 7 قال:
قلت له: ما العقل؟ قال: ما عبد به الرّحمن، و اكتسب به الجنان، قال:
قلت: فالّذي
كان في معاوية؟ فقال: تلك النكراء تلك الشيطنة و هي شبيهة بالعقل و ليست بالعقل.