و قال 7 أيضا: و اللّه ما زلت أذبّ عنه حتّى أنّي لأستحى (تاريخ الطبرى ج 3 ص 410
طبع مصر 1357 ه) و مما حقّقناه في شرح هذا الكتاب و في شرح الخطبة 238 دريت أن
عثمان لو قبل ما أشار أمير المؤمنين علىّ 7 عليه من امور كان صلاحه
فيها لم يحدث عليه ما حدث[1] و إنّما
ذاق ما ذاق بإبائه عن مواعظ أمير المؤمنين 7 و إعراضه عن نصحه. و لقد
أتي الرضى (ره) بطائفة من نصحه 7 له في باب الخطب (الكلام 163) قوله
7: إن النّاس ورائي و قد استسفروني بينك و بينهم إلخ- و نقله أبو جعفر
الطبري في التاريخ ص 376 ج 3 و الشيخ المفيد في الجمل ص 84.
قوله 7 و اقل عتابه، أى ما عاتبت عليه و ما كلمته باللوم و
التوبيخ لما حققنا في البحث اللغوى أن المراد من اقل هنا النفي و
ذلك لما سمعت أن من دأب كرام الناس الرفق و اللين و اللطف و ترك الخشونة و العنف
مع النّاس حتّى في الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و نعم ما اشار إليه الشيخ
الرئيس في آخر النمط التاسع من الاشارات: العارف لا يعنيه التجسّس و التحسّس و لا
يستهويه الغضب عند مشاهدة المنكر كما يعتريه الرحمة فانّه مستبصر لسرّ اللّه في
القدر و أما إذا أمر بالمعروف أمر برفق ناصح لا بعنف معيّر. و قال المحقق الطوسي
في الشرح: إذا أمر العارف بالمعروف امر برفق ناصح لا بعنف معيّر أمر الوالد ولده و
ذلك لشفقته على جميع خلق اللّه على أنّه لم ينقل أنّه وبّخه و لامه على أفعاله بل
كان يعظه.
هذا إذا كان
المراد من لفظة اقل عتابه نفي العتاب و إذا كان المراد منها حمل العتاب
فالمعنى انّي حملت عتابه و مع ذلك كنت اكثر استعتابه و نصحه و ما منعني
[1] يقال: أشار إليه إذا أومأ إليه و أشار عليه إذا أمره و نصحه
و دله على وجه الصواب.
و قال الشارح المعتزلي في مقدمة شرح على النهج في فضائله( ع):
و أما الراى و التدبير فكان من أسد الناس رأيا و أصحهم تدبيرا هو الذى اشار على
عثمان بامور كان صلاحه فيها و لو قبلها لم يحدث عليه ما حدث- إلخ ..