responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 15  صفحه : 54

يمكّنان من هذا الجوهر المدبر تمكن الملكات كما يقع بالعكس فانّه كثيرا ما يبتدى‌ء فيعرض فيه هيئة مّا عقلية فتنقل العلاقة من تلك الهيئة أثرا إلى الفروع ثمّ إلى الأعضاء، انظر إذا استشعرت جانب اللّه عزّ و جلّ و فكرت في جبروته كيف يقشعر جلدك و يقف شعرك، و هذه الانفعالات و الملكات قد تكون أقوى و قد تكون أضعف، و لو لا هذه الهيئات لما كان نفس بعض النّاس بحسب العادة أسرع إلى التهتك و الاستشاطة غضبا من نفس بعض.

و قوله «فإذا أحست إلى تمكن الملكات» بيان كيفيّة تأثر النّفس عن البدن و قوله «كما يقع بالعكس إلى شعرك» بيان كيفيّة تأثر البدن عن النّفس و قوله «و هذه الانفعالات» إلى آخره اشارة كما فى شرحه للعلامة الطوسي إلى أن هذه الكيفيّات المذكورة في الجانبين قابلة للشدّة و الضعف و يختلف النّاس بحسبها في هذه الانفعالات و الملكات، و ذلك لاختلاف أحوال نفوسهم و أمزجتهم و بحسب تلك الشدّة و الضعف يتفاوتون فى اخلاقهم الفاضلة و الرذلة فيكون بعضهم أشدّ و أضعف استعداد للغضب و بعضهم للشهوة و كذلك فى سائرها.

ثمّ نقول: و من هنا يمكن أن يستنبط أن السر في تفاوت الخلايق في الخيرات و الشرور و اختلافهم في السعادة و الشقاوة هو اختلاف استعداداتهم و تنوع حقائقهم لتباين المواد السفلية في اللّطافة و الكثافة و اختلاف أمزجتهم في القرب و البعد من الاعتدال الحقيقي و اختلاف الارواح الّتي بازائها في الصفاء و الكدورة و القوة و الضعف و ترتب درجاتهم في القرب من اللّه سبحانه و البعد عنه كما اشير إليه في الحديث: الناس معادن كمعادن الذهب و الفضّة خيارهم في الجاهليّة خيارهم في الاسلام، كما نبه إليه بعض الاعلام.

فنقول بعد ما اخذت الفطانة بيدك و استحضرت معاني المباحث الاربعة المذكورة في ذهنك يظهر معاني كلامه 7 بأنّه كيف صار مبادي طينهم سببا لاختلاف أمزجتهم و صورهم و اخلاقهم و فرق بعضهم عن بعض.

و إن قلت: إنّه علم في المباحث المذكورة انّ السبب في تفرق النّاس في‌

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 15  صفحه : 54
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست