الخلق من اللّه من كان العمل بالباطل
أحبّ اليه و ان زاده، و اللّه يا عمرو إنّك لتعلم أين موضع الحق فلم تتجاهل أبأن
اوتيت طمعا يسيرا؟ فكنت للّه و لاوليائه عدوّا فكان و اللّه ما اوتيت قد زال عنك
فلا تكن للخائنين خصيما و لا للظالمين ظهيرا أما انّي أعلم ان يومك الّذي أنت فيه
نادم هو يوم وفاتك و سوف تتمنّي أنّك لم تظهر لمسلم عداوة و لم تأخذ على حكم رشوة.
قال شريح:
فابلغته ذلك فتعمر وجه عمرو و قال و متى كنت أقبل مشورة علىّ او انيب إلى أمره او
اعتدّ برأيه فقلت و ما يمنعك يا ابن النابغة ان تقبل من مولاك و سيد المسلمين بعد
نبيّهم 6 مشورته لقد كان من هو خير منك أبو بكر و عمر يستشير
انه و يعملان برأيه، فقال إنّ مثلى لا يكلم إلا مثلك فقلت بأى أبويك ترغب عن كلامى
بأبيك الوسيط أم بامّك النّابغة؟ فقام من مكانه و قمت.
«روغان
عمرو بن العاص و مكره فى خلع أمير المؤمنين على (ع) و نصب معاوية و اغترار أبى
موسى»
قال نصر: قال
عمر بن سعد قال حدثني أبو خباب الكلبي إن عمرا و أبا موسى حيث التقيا بدومة الجندل
أخذ عمرو يقدم عبد اللّه بن قيس في الكلام و يقول انك قد صحبت رسول اللّه 6 قبلي و أنت أكبر منّي فتكلّم ثمّ أتكلّم و كان عمرو قد أعدّ أبا
موسى يقدّمه في كلّ شيء و انما اغترّه بذلك ليقدّمه فيبد أ بخلع عليّ 7 فنظرا في أمرهما و ما اجتمعا عليه فاراده عمرو على معاوية فأبى و اراده على
ابنه فابى، و اراده أبو موسى على عبد اللّه بن عمر فأبى عليه عمرو، قال فاخبرني ما
رأيك يا با موسى؟
قال رأيى أن
اخلع هذين الرجلين عليّا و معاوية ثمّ نجعل هذا الامر شورى بين المسلمين يختارونه
لانفسهم من شاءوا و من أحبّوا، فقال له عمرو: الرأى ما رأيت، و قال عمرو يا با
موسى انه ليس أهل العراق باوثق بك من أهل الشام لغضبك لعثمان و بغضك للفرقة و قد
عرفت حال معاوية في قريش و شرفه فى عبد مناف و هو ابن هند و ابن أبى سفيان فما
ترى؟ قال أرى خيرا أمّا ثقة أهل الشام بي فكيف يكون ذلك