من الذين كرهوا ان يعينوه في حربه ان
الحرب قد وضعت اوزارها و التقى هذان الرّجلان بدومة الجندل فاقدموا عليّ فأتاه عبد
اللّه بن الزبير و عبد اللّه بن عمر و أبو الجهم بن حذيفة و عبد الرحمن بن الاسود
بن يغوث الزهرى و عبد اللّه بن صفوان الجمحى و رجال من قريش و أتاه المغيرة بن
شعبة و كان مقيما بالطائف لم يشهد صفين فقال: يا مغيرة ما ترى؟ قال: يا معاوية لو
وسعنى أن أنصرك لنصرتك و لكن عليّ أن آتيك بأمر الرجلين فركب حتّى اتى دومة الجندل
فدخل على أبي موسى كانه زائر له. فقال يا با موسى ما تقول فيمن اعتزل هذا الأمر و
كره الدماء؟ قال اولئك خيار النّاس خفّت ظهورهم من دمائهم و خمصت بطونهم من
أموالهم.
ثمّ أتى عمرا
فقال: يا با عبد اللّه ما تقول فيمن اعتزل هذا الأمر و كره هذه الدماء؟ قال اولئك
شرّ النّاس لم يعرفوا حقّا و لم ينكروا باطلا، فرجع المغيرة إلى معاوية فقال له:
قد ذقت الرجلين أما عبد اللّه بن قيس فخالع صاحبه و جاعلها الرجل لم يشهد هذا
الأمر و هواه في عبد اللّه بن عمر، و أمّا عمرو فهو صاحبك الّذي تعرف و قد ظن
النّاس انه يرومها لنفسه و انّه لا يرى انّك احق بهذا منه.
«ابتداء
المكالمة و المشاجرة بين ابى موسى و عمرو بن العاص»
قال نصر:
أقبل أبو موسى إلى عمرو فقال يا عمرو هل لك في أمر هو للامة صلاح و لصلحاء النّاس
رضا، نولى هذا الامر عبد اللّه بن عمر بن الخطاب الّذى لم يدخل في شيء من هذه
الفتنة و لا هذه الفرقة؟ و عبد اللّه بن عمرو بن العاص و عبد اللّه بن الزبير
قريبان يسمعان هذا الكلام، فقال عمرو: فأين أنت عن معاوية؟ فأبي عليه أبو موسى و شهدهم
عبد اللّه بن هشام و عبد الرحمن بن يغوث و أبو الجهم بن حذيفة العدوى و المغيرة بن
شعبه. فقال عمرو: أ لست تعلم أن عثمان قتل مظلوما؟ قال: بلى. قال:
اشهدوا فما
يمنعك يا با موسى من معاوية وليّ عثمان و بيته في قريش ما قد علمت فان خشيت أن
يقول النّاس ولّي معاوية و ليست له سابقة فان لك بذلك حجة تقول انّي وجدته وليّ
عثمان الخليفة المظلوم الطالب بدمه الحسن السياسة الحسن التدبير