أحدا هو أوثق برأيه و نظره من عمرو بن
العاص و انه لا يصلح للقرشى إلا مثله فعليكم بعبد اللّه بن عباس فارموه به فان
عمرا لا يعقد عقدة إلّا حلها عبد اللّه و لا يحلّ عقدة الا عقدها و لا يبرم أمرا
إلّا نقضه و لا ينقض أمرا إلّا أبرمه، فقال الأشعث لا و اللّه لا نحكم فينا مضريان
حتى تقوم الساعة و لكن اجعله رجلا من أهل اليمن إذا جعلوا رجلا من مضر، فقال علىّ
7: إنّى أخاف أن يخدع يمنيكم فان عمرا ليس من اللّه فى شيء حتى إذا
كان له فى أمر هواه، فقال الاشعث و اللّه لأن يحكما ببعض ما نكره و احدهما من أهل
اليمن أحب إلينا من أن يكون ما نحبّ في حكمهما و هما مضريان.
قال: قال
علىّ 7 قد أبيتم الا أبا موسى؟ قالوا: نعم قال: فاصنعوا ما أردتم
فبعثوا إلى أبى موسى و قد اعتزل بأرض من أرض الشام يقال لها عرض و اعتزل القتال
فأتاه مولى له فقال إن النّاس قد اصطلحوا، قال: الحمد للّه رب العالمين، قال: و قد
جعلوك حكما، قال إنّا للّه و إنّا إليه راجعون.
فجاء أبو
موسى حتى دخل عسكر علىّ و جاء الاشتر حتى أتى عليّا فقال له يا أمير المؤمنين
ألزّني بعمرو بن العاص فو اللّه الذي لا إله إلّا غيره لئن ملأت عيني منه لأقتلنه،
و جاء الاحنف بن قيس التميمي فقال يا أمير المؤمنين إنك قد رميت بحجر الأرض و من
حارب اللّه و رسوله أنف الاسلام و اني قد عجمت هذا الرّجل يعني أبا موسى و حلبت
اشطره فوجدته كليل الشفرة قريب القعر و انه لا يصلح لهؤلاء القوم الا رجل يدنو
منهم حتى يكون في اكفهم و يتباعد منهم حتى يكون بمنزلة النجم منهم فان شئت أن
تجعلني حكما فاجعلني فان شئت ان تجعلني ثانيا أو ثالثا فانه لا يعقد عقدة إلا
حللتها و لن يحلّ عقدة إلا عقدتها و عقدت لك اخرى اشد منها فعرض عليّ 7
ذلك على الناس فأبوه و قالوا: لا يكون إلّا أبا موسى.
«صورة
صحيفة الصلح و اختلاف الناس فى كتابتها»
قال نصر:
فلما رضى أهل الشام بعمرو بن العاص و رضى أهل العراق بأبي موسى