اليوم إلى ما قاتلناكم عليه بالامس و لم
يكن ليرجع أهل العراق إلى عراقهم و لا أهل الشام إلى شامهم بأمر أجمل من أن يحكم
بما أنزل اللَّه فالامر في أيدينا دونكم و إلا فنحن نحن و أنتم أنتم.
و قام الناس
إلى علىّ 7 فقالوا: أجب القوم إلى ما دعوك اليه فانا قد فنينا و نادى
انسان من أهل الشام في سواد الليل بشعر سمعه النّاس و هو:
رءوس العراق أجيبوا الدعاء
فقد بلغت غاية الشدّة
و قد أودت الحرب بالعالمين
و أهل الحفائظ و النجدة
فلسنا و لستم من المشركين
و لا المجمعين على الردّة
و لكن اناس لقوا مثلهم
لنا عدّة و لهم عدّة
فقاتل كلّ على وجهه
تقحّمه الجدّ و الجدّة
فان تقبلوها ففيها البقاء
و أمن الفريقين و البلدة
و ان تدفعوها ففيها الفناء
و كلّ بلاء إلى مدّة
و حتّى متى مخض هذا السقاء
و لا بدّ أن يخرج الزبدة
ثلاثة رهط هم أهلها
و إن يسكتوا تخمد الوقدة
سعيد بن قيس و كبش العراق
و ذاك المسوّد من كندة
فحمد هؤلاء
النفر المسمون في الصلح قال فاما المسوّد من كندة و هو الاشعث فانّه لم يرض
بالسكوت بل كان من أعظم الناس قولا في اطفاء الحرب و الركون إلى الموادعة. و أمّا
كبش العراق و هو الاشتر فلم يكن يرى إلا الحرب و لكنه سكت على مضض و أمّا سعيد بن
قيس فتارة هكذا و تارة هكذا.
قال نصر:
ذكروا ان النّاس قالوا اكلنا الحرب و قتلت الرجال و قال قوم نقاتل القوم على ما قاتلناهم
عليه أمس و لم يقل هذا إلّا قليل من النّاس ثمّ رجعوا عن قولهم مع الجماعة و ثارت
الجماعة بالموادعة فقام على أمير المؤمنين 7 فقال:
انه لم يزل
أمرى معكم على ما احب إلى ان أخذت منكم الحرب و قد و اللَّه اخذت منكم و تركت و
اخذت من عدوّكم و انّها فيهم أنكى و أنهك ألا إنى كنت أمس