و قد بنى المتنبّى هذا البيت على حكاية
وقعت لسيف الدولة مع الاخشيد و ذلك انّه جمع جيشا و زحف به على بلاد سيف الدولة
فبعث اليه سيف الدولة يقول: لا تقتل النّاس بيني و بينك و لكن ابرز إليّ فأينا قتل
صاحبه ملك البلاد فامتنع الاخشيد و وجه اليه يقول: ما رأيت أعجب منك أ أجمع مثل
هذا الجيش العظيم لأقي به نفسى ثمّ ابارزك؟ و اللَّه لا فعلت ذلك ابدا.
ثمّ قال
المسعودي: و قد قيل في بعض الروايات ان معاوية اقسم على عمرو لما اشار عليه بهذا
ان يبرز إلى علىّ فلم يجد عمرو من ذلك بدّا فبرز فلما التقيا عرفه علىّ 7 و شال السيف ليضربه به فكشف عمرو عن عورته و قال مكره اخوك لا بطل فحوّل
على 7 وجهه و قال قبحت و رجع عمرو إلى مصافه.
و قد ذكر نصر
بن مزاحم فى كتاب الصفين: ثمّ ان معاوية لما اسرع أهل العراق في أهل الشام قال هذا
يوم تمحيص ان القوم قد اسرع فيهم كما اسرع فيكم اصبروا يومكم هذا و خلاكم ذم و
حضّض على 7 أصحابه فقام اليه الاصبغ بن نباتة التميمى فقال يا أمير
المؤمنين انك جعلتنى على شرطة الخميس و قدمتني في الثقة دون النّاس و انك اليوم لا
تفقد لي صبرا و لا نصرا أما أهل الشام فقد هدّهم ما اصبنا منهم و نحن ففينا بعض
البقية فاطلب بنا امرك و اذن لي في التقدم فقال له علي 7 تقدّم بسم
اللَّه.
و اقبل
الاحنف بن قيس السعدى فقال يا أهل العراق و اللَّه لا تصيبون هذا الامر اذل عنقا
منه اليوم قد كشف القوم عنكم قناع الحيا و ما يقاتلون على دين و ما يصبرون الاحياء
فتقدموا فقالوا انا ان تقدّمنا اليوم فقد تقدمنا أمس فما تقول يا أمير المؤمنين؟
قال: تقدموا
في موضع التقدم و تأخروا في موضع التأخر تقدموا من قبل ان يتقدموا اليكم و حمل أهل
العراق و تلقاهم أهل الشام فاجتلدوا و حمل عمرو بن العاص معلما و هو يقول: