أقول: و في كثير من أسفار الفريقين أن
عثمان بن عفان ضربه حتى غشى عليه و أنه أمر غلمانه فمدّوا بيديه و رجليه ثمّ ضربه
برجليه و هما في الخفين على مذاكيره فاصابه الفتق و كسر ضلعا من اضلاعه، و هذا هو
غير مختلف فيه بين رواة الفريقين و انما اختلفوا في سببه و لعلنا نأتي بها في
مباحثنا الاتية إن شاء اللّه تعالى و هذا احد المطاعن الواردة على عثمان بلا كلام
و من اعذره فيه فقد تعصب فيه و تعسف و ما له في قوله بسلطان.
و قال غير
واحد من المفسرين و منهم الطبرسي في مجمع البيان ان قوله تعالى مَنْ
كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ
مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ (الاية 106 من النحل) نزل في جماعة اكرهوا و
هم عمار و ياسر أبوه و امه سمية و صهيب و بلال و خباب عذبوا و قتل أبو عمّار ياسر
و امّه سميّة و اعطاهم عمار بلسانه ما أرادوا منه ثم أخبر سبحانه بذلك رسول اللّه
6 فقال قوم كفر عمار فقال 6 كلّا إنّ
عمارا ملىء إيمانا من قرنه إلى قدمه و اختلط الايمان بحلمه و دمه و جاء عمّار إلى
رسول اللّه 6 و هو يبكى فقال 6 و ما
ورائك فقال شرّ يا رسول اللّه ما تركت حتى نلت منك و ذكرت آلهتهم بخير فجعل رسول
اللّه 6 يمسح عينيه و يقول إن عادوا لك فعدلهم بما قلت فنزلت
الاية عن ابن عبّاس و قتادة، و كذا في اسد الغابة باسناده إلى عليّ بن أحمد بن
متويه.
و في كتاب
نصر بن مزاحم باسناده عن محمّد بن مروان عن الكلبى عن أبي صالح عن ابن عبّاس في
قول اللّه عزّ و جل وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ
مَرْضاتِ اللَّهِ وَ اللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ قال نزلت في رجل و
هو صهيب بن سنان مولى عبد اللّه بن جذعان أخذه المشركون في رهط من المسلمين فيهم
خير مولى قريش لبني الحضرمي و خبّاب بن الارتّ مولى ثابت بن ام انمار و بلال مولى
أبي بكر و عايش مولى حويطب بن عبد العزى و عمار بن ياسر و ابى عمار و سمية امّ
عمار فقتل أبو عمار و امّ عمار و هما اوّل قتيلين قتلا من المسلمين و عذب الاخرون
بعد ما خرج النبيّ 6 من مكة إلى المدينة فأرادوهم على الكفر.