فخرجوا أول يوم من صفر[1]
فاقتتلوا و على من خرج يومئذ من أهل الكوفة الاشتر و على أهل الشام حبيب بن مسلمة
الفهري و ذلك يوم الاربعاء فاقتتلوا قتالا شديدا جل النهار ثم تراجعوا و قد انتصف
بعضهم من بعض.
«اليوم الثاني»
فلما كان يوم
الخميس و هو اليوم الثاني من صفر، أخرج عليّ 7 هاشم بن عتبة بن أبي
وقاص الزهري المرقال في خيل و رجال حسن عددها و عدتها و هو ابن أخي سد بن أبي وقاص
و انما سمى المر قال لانه كان يرقل في الحرب و كان أعور ذهبت عينه يوم اليرموك و
كان من شيعة عليّ 7، فاخرج إليه معاوية أبا الاعور السلمي و هو سفيان
بن عوف و كان من شيعة معاوية و المنحرفين عن عليّ 7 و كان بينهم الحرب
سجالا يحمل الخيل على الخيل و الرّجال على الرّجال و انصرفوا في آخر يومهم عن قتلي
كثير.
«اليوم
الثالث»
و أخرج عليّ
7 في اليوم الثالث من صفر و هو يوم الجمعة أبا اليقظان عمار بن ياسر
رضوان اللّه عليه في عدّة من البدريين و غيرهم من المهاجرين و الأنصار فيمن شرع
معهم من الناس، و أخرج إليه معاوية عمرو بن العاص في تنوخ و نهر و غيرهما من أهل
الشام فاقتتل الناس كأشد القتال و أخذ عمار يقول: يا أهل العراق أ تريدون أن
تنظروا إلى من عادى اللّه و رسوله و جاهدهما و بغى على المسلمين و ظاهر المشركين
فلما رأى اللّه عزّ و جلّ يعزّ دينه و يظهر رسوله أتى النّبيّ 6 فاسلم و هو فيما نرى راهب غير راغب ثمّ قبض اللّه عزّ و جل رسوله 6 فو اللّه إن زال بعده معروفا بعداوة المسلم و هوادة المجرم فأثبتوا له
و قاتلوه فإنه يطفىء نور اللّه و يظاهر اعداء اللّه عزّ و جل.
[1] في تاريخ الطبرى: فخرجوا أول يوم من صفين. و الظاهر انه صحف
من النساخ صفر بصفين و فى مروج الذهب و كتاب نصر بن مزاحم و تاريخ الطبرى و غيرها
ما زبر فى المتن.