بعد انقضاء المحرم ففي ذلك يقول حابس بن
سعد الطائي صاحب راية معاوية:
فما دون المنايا غير سبع
بقين من المحرم او ثمان
و قال أبو
جعفر الطبرى: فذكر هشام بن محمّد عن أبي مخنف الازدى قال حدثني سعد ابو المجاهد
الطائي عن المحل بن خليفة الطائي قال لما توادع عليّ 7 و معاوية يوم
صفّين اختلف فيما بينهما الرسل رجاء الصلح فبعث على 7 عديّ بن حاتم و
يزيد بن قيس الارحبى و شبث بن ربعى و زياد بن خصفة إلى معاوية فلما دخلوا حمد
اللّه عديّ بن حاتم ثمّ قال أمّا بعد فإنا أتيناك ندعوك إلى أمر يجمع اللّه عزّ و
جل به كلمتنا و امتنا و يحقن به الدماء و يأمن به السبل و يصلح به ذات البين إن
ابن عمك سيد المسلمين أفضلها سابقة و أحسنها فى الأسلام أثرا و قد استجمع له
النّاس و قد أرشدهم اللّه عزّ و جل بالّذى رأوا فلم يبق احد غيرك و غير من معك
فانته يا معاوية لا يصبك اللّه و أصحابك بيوم مثل يوم الجمل.
فقال معاوية
كأنك إنّما جئت متهدّدا لم تأت مصلحا هيهات يا عديّ كلا و اللّه إنّى لابن حرب ما
يقعقع لى بالشنان أما و اللّه إنّك لمن المجلبين على ابن عفان و إنّك لمن قتلته و
إنّي لأرجو أن تكون ممن يقتل اللّه عزّ و جل به هيهات يا عدى ابن حاتم قد حلبت
بالسّاعد الاشد.
فقال له شبث
بن ربعى و زياد بن خصفة و تنازعا جوابا واحدا أتيناك فيما يصلحنا و إياك فأقبلت
تضرب لنا الامثال دع ما لا ينتفع به من القول و الفعل واجبنا فيما يعمنا و إياك
نفعه.
و تكلم يزيد
بن قيس فقال إنا لم نأتك إلا لنبلغك ما بعثنا به إليك و لنؤدى عنك ما سمعنا منك و
نحن على ذلك لم ندع أن ننصح لك و أن نذكر ما ظننا أن لنا عليك حجة و أنك راجع به
إلى الالفة و الجماعة إن صاحبنا من قد عرفت و عرف المسلمون فضله و لا أظنه يخفى
عليك إن أهل الدين و الفضل لن يعدلوا بعلىّ 7 و لن يميلوا بينك و بينه
فاتّق اللّه يا معاوية و لا تخالف عليّا 7 فانا و اللّه ما رأينا رجلا
قط اعمل بالتقوى و لا ازهد فى الدنيا و لا اجمع لخصال الخير كلها منه.