و لما غلب عليّ 7 و عسكره
عليهم خلوا بينهم و بين الماء ثمّ وعظ عليّ عسكره بان الظالم و الباغي منكوب و
مغلوب لا محالة و إن كان له جولان في برهة من الزمان حيث قال 7 فان
اللّه عزّ و جل قد نصركم عليهم بظلمهم و بغيهم.
و أمّا منع
النّاس عثمان من الطعام و الشراب و حصرهم اياه أربعين صباحا او أكثر فيأتي كلامنا
فيه في المباحث الاتية مع أن أمير المؤمنين علي 7 قد انكر منع الماء و
الطعام على عثمان و أنفذ من مكن من حمل ذلك لانه كان فى الدار من الحرم و النسوان
و الصبيان من لا يحل منعه من الطعام و الشراب.
و قال ابن
قتيبة الدينورى فى كتابه الامامة و السياسة المعروف بتاريخ الخلفاء:
و بعث عثمان
إلى علىّ 7 يخبره انه منع الماء و يستغيث به فبعث اليه على 7 ثلاث قرب مملوءة ماء فما كادت تصل اليه، فقال طلحة ما أنت و هذا؟.
و العجب من
هؤلاء الطغام كيف تمسكوا بالاباطيل و الاضاليل فخدعوا أتباعهم و من تتبع فى الاثار
و الأخبار يرى بعين اليقين أن معاوية لم يلف شيئا يستضل و يستغوى به النّاس إلّا
أن يتمسك بتلك الأقوال كما استمسك بها سخلته يزيد لما اراد أن يحرض النّاس فى قتل
حسين بن على 8 و العجب أن معاوية منع أمير المؤمنين عليّا 7 و أصحابه من الماء و لما استولى 7 عليهم خلى بينهم و بين الماء
و يزيد بن معاوية منع حسين بن على و اشياعه من الماء و هم سقوا قومه و ارووهم من
الماء حتّى رشفوا خيلهم حذو النعل بالنعل.
قال الطبرى
فى حديث اقبال الحسين بن على 8 إلى كربلاء و مجيء الحرّ مع قومه
اليه فى أثناء الطريق باسناده عن عبد اللّه بن سليم و المذرى المشمعل الأسديين
قالا اقبل الحسين 7 حتّى نزل شراف فلما كان فى السحر أمر فتيانه
فاستقوا من الماء فأكثروا ثمّ ساروا منها فرسموا صدر يومهم حتّى انتصف النهار ثمّ
إن رجلا قال اللّه اكبر فقال الحسين 7 اللّه أكبر ما كبرت؟ قال رأيت
النخل فقال له الاسديان إن هذا المكان ما رأينا به نخلة قط قالا فقال لنا الحسين
7 فما تريانه رأى؟ قلنا نراه رأى هوادى الخيل فقال و أنا و اللّه أرى
ذلك. فقال الحسين 7