جملتا جمعوا و تلقطوا في محل رفع صفة
لهم، و كلمة من في ممّن ينبغي، للتبيين و من موصولة أى هم هؤلاء و الظرف مستقرّ
صفة لهم و لا يجوز أن تكون حالا لهم لانها محفوفة بالجمل التي كلها صفات لهم اعنى
جمل جمعوا و تلقّطوا و ليسوا من المهاجرين إلخ.
و قال
المعربون الجمل بعد النكرات صفات و بعد المعارف أحوال فالجمل ههنا صفات فلو كان
ذلك الظرف غير الوصف للزم خروج الكلام عن اسلوبه المنساق له.
و (يفقه) و
الافعال الخمسة الاخر منصوبة بان الناصبة تأوّلها إلى مصادرها فاعلا لينبغي و من
المهاجرين ظرف مستقر منصوب محله خبر ليس، و قوله 7 و لا من الذين عطف
عليه و الجار للتبعيض لا مكان سدّ بعض مسدّه.
كلمة الجار
في مما يحبون و مما تكرهون متعلّقة بقرب لان صلته تكون من قال اللّه تعالى إِنَّ
رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ و كلمة ما في
الموضعين موصوفة أو موصولة و العائد محذوف أى مما يحبونه و تكرهونه، و قوله 7 لانفسكم في كلا الموضعين متعلق بيحبون و تكرهون أى يحبون لانفسكم و تكرهون
لانفسكم قدم الظرف على عامله توسّعا للظروف و يمكن أن يكونا صلة لاخترتم (بالامس)
متعلق بقوله 7 عهدكم و الجار للظرف بمعنى في، و الجار في إلى بلادكم و
صفاتكم متعلق بقوله ترون لا بقوله 7 تغزى و ترمى.
المعنى
الحكمان هما
عمرو بن العاص و أبو موسى الأشعرى المسمى بعبد اللّه بن عباس و نذكر ترجمتهما بعد
المعني.
قال الطبري
في تاريخه: بايع عمرو بن العاص معاوية في سنة ست و ثلاثين و وافقه على محاربة
علىّ.
و كان السّبب
في ذلك أنّه لمّا احيط بعثمان خرج عمرو بن العاص من المدينة متوجها نحو الشام و
قال و اللّه يا أهل المدينة ما يقيم بها احد فيدركه قتل هذا الرجل