قبل أن يحمد العمل استعارة مليحة لأن
الميّت يحمد عمله و يقف، و يروى يخمد بالخاء من خمدت النار و الأوّل أحسن. و مضى
الكلام منّا ان المعجمة اولى من المهملة بقرينة ينقطع.
تشبيه قوله
7 (و ينقطع المهل) أي قبل ان ينقطع عمركم الّذي امهلتم
فيه كانما شبه 7 العمر بالسبب أي قبل ان ينقطع سبب عمركم
قال رسول اللّه 6 لأبي ذر:
كن على عمرك
أشحّ منك على درهمك و دينارك.
قوله 7 (و ينقضي الأجل) أي اعملوا قبل ان يفنى و ينصرم
أجلكم المضروب و إذا انصرم لا يستأخرون ساعة.
قوله 7 (و يسدّ باب التوبة) أى اعملوا قبل أن يسدّ باب التوبة و ذلك لما
مرّ من أن التوبة حين المعاينة و اشراف الموت ليست بمقبولة قال اللّه
تعالى:
قوله 7 (و تصعد الملائكة) أى اعملوا قبل ان يصعد الملائكة الّذين هم
حفظة اعمالكم من الطاعات و المعاصي إلى السماء لانه إذا مات الانسان لم يبق لكتبة
أفعاله و اقواله في الأرض شغل.
أقول: لا ريب
إن الانسان لم يترك سدى و وكل بكل فرد منه ملائكة يكتبون أعماله و هم موكلون لذلك
الأمر نطق بذلك الفرقان العظيم و الاخبار من الرسول الكريم و آله الطاهرين عليهم
السّلام قال عزّ من قائل وَ إِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ كِراماً
كاتِبِينَ يَعْلَمُونَ ما تَفْعَلُونَ (الانفطار) و قال جل جلاله: إِذْ
يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيانِ عَنِ الْيَمِينِ وَ عَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ ما
يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (ق).
و في مجمع
البيان في التفسير للطبرسي ره في ضمن هذه الاية: عن أنس بن مالك قال: قال رسول
اللّه 6 إن اللّه تعالى وكّل بعبده ملكين يكتبان عليه فاذا
مات قالا يا ربّ قد قبضت عبدك فلانا فالى أين قال سمائي مملوءة بملائكتي يعبدونني