responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 15  صفحه : 173

المعقولات و التعلق بالمجردات فان البعد عن احد الجانبين مقرب إلى الاخر و من هذا قوله 6 الدنيا و الاخرة ككفتى ميزان ايّهما رجحت نقصت الاخرى و قال بعض أهل الحكمة انهما كالضرّتين الانس بأحدهما يوجب الوحشة من الاخرى.

و بالجملة الامور الدّنيوية و التعلق بها توجب الحرمان و منع التعلق بالامور الاخروية و بقدر ما يبعد عن احدهما يقرب من الاخرى و عبر 6 عن هذه الجملة بقوله: الدنيا رأس كلّ خطيئة فلا يتحقق التوبة المعتبرة عند أهل اللّه إلّا بالاعراض عن الاحوال الدّنيوية بالكلّية بحيث لا يلتفت اليها و يبعدها عن مطمح نظره كما جاء في الحديث: الدّنيا محرمة على أهل الاخرة و الاخرة محرّمة على أهل الدّنيا و هما معا محرّمتان على أهل اللّه و لهذا قيل إن التوبة على ثلاثة أنواع عام للعبيد كلّهم و هى التوبة عن ترك الطاعة و فعل القبيح، و خاص بأهل الورع و هى التوبة عن فعل المكروه و ترك المندوب، و أخص من الخاص و هى التوبة عن الالتفات إلى غير اللّه و هى لأهل الولاية الّذين هم فى مرتبة الحضور فى اغلب الاوقات، و توبة نبيّنا 6 و اوليائه من هذا القبيل و منه قوله: 6 إنّه ليغان على قلبى و إنّى لأستغفر اللّه فى اليوم سبعين مرة، و أهل هذه الطبقة هم أهل المراقبة.

الثاني إن‌ التوبة عن المعاصى واجبة على العباد و هو مبتن على مقدمة و هى:

إن الحسن و القبح امران عقليان و هذا حكم متفق عليه بين العدلية من الامامية و المعتزلة و ذهبت الاشاعرة إلى أن الحسن و القبح إنّما يستفادان من الشرع فكلما أمر الشرع به فهو حسن و كلما نهى عنه فهو قبيح و لو لا الشرع لم يكن حسن و لا قبيح و لو أمر اللّه تعالى بما نهى عنه لانقلب القبيح إلى الحسن و القول بثبوت الحسن و القبح عقلا مما يدّعى فيه أهل التحقيق الضرورة و مع ذلك نقول كما فى المجلى:

لا ريب إن الحسن و القبيح قد استعملا لما يلائم الطبع و لما ينافيه فيقال للأوّل حسن و للثانى قبيح و يقالان باعتبار النقص و الكمال فما هو كمال يقال له الحسن و ما هو نقص يقال له قبيح فمن الأوّل قولهم هذا طعم حسن و طعم قبيح و صورة حسنة و صورة قبيحة باعتبار ملائمة الطبع و منافرته، و من الثاني قولهم العلم‌

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 15  صفحه : 173
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست